افتتحت، مساء أمس الثلاثاء بالقنيطرة، فعاليات الملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان بحضور عدد من الفعاليات السينمائية والثقافية والحقوقية. وتم خلال حفل افتتاح هذه التظاهرة، التي ينظمها النادي السينمائي بالقنيطرة، بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرباط -القنيطرة، من 12 إلى 16 نونبر الجاري، تقديم الشريط الوثائقي "العيش في تازمامارت" للمخرج الفرنسي دافي زيلبرفان (72 دقيقة – إنتاج سنة 2005)، والذي يتضمن شهادات عدد من المعتقلين السابقين بسجن تازمامارت ومعاناتهم ومحنتهم مع تجربة الاعتقال وكيفية تدبير الحياة داخل السجن لمدة 18 سنة من أجل التشبث بالحياة وتأثير هذه التجربة على حياة أسرهم وذويهم. وشهد افتتاح الملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان، الذي ينظم تحت شعار "الفن السابع في خدمة قضايا حقوق الإنسان"، حضور فعاليات سياسية وحقوقية وثقافية وسينمائية وجمعوية، إلى جانب عدد من قدماء ضحايا الاعتقال السياسي، فضلا عن نقاد ومخرجين سينمائيين من مصر ولبنان وتونس وفرنسا. وقال رئيس النادي السينمائي بالقنيطرة المختار آيت عمر، خلال حفل الافتتاح، إن هذا الحدث السينمائي والحقوقي "يفرض علينا مجموعة من الالتزامات مستقبلا من أجل الرقي بهذه التظاهرة التي تنظم في إطار الوعي بأهمية الفن السابع في إشاعة قيم المواطنة وثقافة حقوق الإنسان والتعبير عن القضايا الإنسانية". وشدد عبد القادر أزريع، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الرباط – القنيطرة، من جانبه، على أن الدورة الثانية للملتقى الجهوي للسينما وحقوق الإنسان تشكل لبنة أساسية من أجل الارتقاء بهذا المشروع إلى مصاف المهرجانات الوطنية. ونوه، في هذا السياق، بالتضحيات التي بذلها الفاعلون السياسيون والحقوقيون، ولاسيما منهم المعتقلون السابقون، من أجل الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية، داعيا المثقفين والمجتمع المدني إلى المساعدة في مشروع تحويل الملتقى الجهوي إلى مهرجان وطني تحتضنه مدينة القنيطرة. من جهته، قال بوشعيب الجموسي، مدير الملتقى، إن اختيار شعار الدورة الثانية "الفن السابع في خدمة قضايا حقوق الإنسان" يندرج في إطار الإيمان بأن السينما هي "فن الحرية والجرأة والاحتفاء بالجمال وبالجسد والفن"، وأنها ليست قانونا أو مدونة سلوك يفرضها المبدع على المتلقي بقدر ما هي "وجهة نظر مختلفة تحرض على الحوار والتأمل وليس على الكراهية والقتل". وأكد حرص الأندية السينمائية الوطنية، ولاسيما النادي السينمائي بالقنيطرة، على مواكبة الأعمال السينمائية التي تتطرق إلى مصير الإنسان وحرياته، منوها بالمخرجين الذين يراهنون على جعل السينما وسيلة للتعبير عن الفن والحرية والإبداع في مواجهة الجهل والتخلف و كل أشكال المس بكرامة الإنسان. وتتضمن الدورة الثانية للملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان برمجة مجموعة من الأفلام المتميزة على مستوى الموضوع والمقاربة مما سيفسح المجال للجمهور للاطلاع على تجارب أخرى في مجال السينما وحقوق الإنسان. ويشتمل برنامج الملتقى، في هذا السياق، عرض أشرطة (العيش في تازمامارت) للمخرح الفرنسي دافي زيلبيرفان، و(شتي يادني) للمخرج بهيج حجيج من لبنان، و(الأستاذ) للمخرج محمود بن محمود من تونس، و(أحرار في سجن غزة) للمخرج خالد يوسف (مصر)، و(هم الكلاب) للمخرج هشام العسري من المغرب، إلى جانب تنظيم ندوة الملتقى تخصص لموضوع "الاعتقال والسجن في السينما"، ولقاء مفتوح حول تجربة الاعتقال السياسي مع الكاتب والروائي شريف حتاتة (مصر). كما سطرت الجهات المنظمة مجموعة من الأنشطة والعروض السينمائية بمختلف مدن جهة الغرب الشراردة بني احسن ولاسيما منها سيدي قاسم وسيدي سليمان ومشرع بلقصيري.