تم، مساء أمس الخميس، عرض الفيلم الروائي "شتي يا دني"، للمخرج اللبناني بهيج حجيج، ضمن فعاليات الملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان، الذي ينظمه النادي السينمائي بالقنيطرة من 12 إلى 16 نونبر الجاري. وتدور أحداث هذا الفيلم (إنتاج 2010) حول شخصية رامز، وهو واحد من آلاف الأشخاص الذين تعرضوا للخطف خلال الحرب التي شهدتها لبنان بين العامين 1975 و1990، وبعد اختفائه 20 عاما قضاها في أحد السجون حيث تعرض للتعذيب عاد إلى حياته الطبيعية، وهو فى عقده الخامس. لكن رامز العائد، أصبح مريضا ومضطربا ومحطما نفسيا ومنفصل عن الواقع، يعانى من الربو بدرجة متقدمة، غير أن عودة رامز ستحدث اضطرابا داخل العائلة ، وتربك مشاريع ولديه نادية وأيلى، وزوجته مارى. وقال مخرج الفيلم في كلمة بالمناسبة "إن الفيلم يتناول العودة الصعبة للمخطوف وليس الاختفاء"، موضحا أن الفيلم "لا يتحدث عن مرحلة الخطف بل عن الحياة اليومية في بيروت اليوم وآثار الحرب وتداعيتها من خلال عودة رامز الرجل المخطوف، وتعاطي عائلته ومجتمعه مع هذه العودة". وأوضح المخرج اللبناني، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية ، أن فيلمه الروائي "شتي يا دني" (98 دقيقة) يتناول مأساة المخطوفين كقضية إنسانية لها علاقة بحقوق الإنسان، معتبرا أن السينما من شأنها خدمة قضايا حقوق الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر. وأشاد، من جهة أخرى، بالملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان، الذي يسعى إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان، معتبرا أن السينما تشكل أداة لنشر حقوق الإنسان بشكل مباشر او غير مباشر، داعيا إدارة الملتقى إلى الاستمرار في هذا المشروع وتطويره من خلال معالجة مواضيع أخرى تتعلق بحقوق الإنسان منها حقوق المرأة والطفل وغيرها. تجدر الإشارة إلى أن فيلم "شتي يا دني" حاز على مجموعة من الجوائز خاصة في مهرجانى أبو ظبى ووهران السينمائيين، وفي المهرجان الدولي السابع والثلاثين للأفلام المستقلة في بروكسيل، كما حصد ثلاث جوائز في الدورة السابعة عشرة لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف. وتتضمن الدورة الثانية للملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان، الذي ينظم بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الرباط -القنيطرة، برمجة مجموعة من الأفلام المتميزة على مستوى الموضوع والمقاربة مما سيفسح المجال للجمهور للاطلاع على تجارب أخرى في مجال السينما وحقوق الإنسان. ويشتمل برنامج الملتقى، في هذا السياق، على عرض أشرطة (العيش في تازمامارت) للمخرج الفرنسي دافي زيلبيرفان، و(شتي يادني) للمخرج بهيج حجيج من لبنان، و(الأستاذ) للمخرج محمود بن محمود من تونس، و(أحرار في سجن غزة) للمخرج خالد يوسف (مصر)، و(هم الكلاب) للمخرج هشام العسري من المغرب، إلى جانب تنظيم ندوة الملتقى تخصص لموضوع "الاعتقال والسجن في السينما"، ولقاء مفتوح حول تجربة الاعتقال السياسي مع الكاتب والروائي شريف حتاتة (مصر). كما سطرت الجهات المنظمة مجموعة من الأنشطة والعروض السينمائية بمختلف مدن جهة الغرب الشراردة بني احسن ولاسيما منها سيدي قاسم وسيدي سليمان ومشرع بلقصيري.