أكد الروائي المصري شريف حتاتة، يوم السبت بالقنيطرة ، أن تجربته الإبداعية والروائية تأثرت بشكل كبير بتجربة الاعتقال السياسي التي عاشها لمدة 15 سنة. وأبرز الروائي المصري، في لقاء مفتوح على هامش الملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان الذي تحتضنه القنيطرة خلال الفترة ما بين 12 و16 نونبر الجاري، أن طاقته الإبداعية وتجربته في مجال الكتابة انبثقت من قساوة الاعتقال الذي عاناه، مشددا على أن انخراطه في الكتابة وحبه لها، مكناه من التشبث بالحياة . وأوضح خلال هذا اللقاء، الذي حضرته نخبة من المخرجين والنقاد والمهتمين بالشأن الثقافي، أنه في الوقت الذي تعد فيه الكتابة من بين أهم التجارب التي تعطي للحياة معنى وقيمة، فإن خوض تجربة الاعتقال يجعل من الكتابة حدثا فكريا وأدبيا ذا نكهة خاصة، ولاسيما حين يتعلق الأمر بسرد معاناة ذاتية. وقال شريف حتاتة إن «تجربتي في السجن جعلتني ادرك أهمية الخيال والذاكرة في مقاومة تأثيره، فقد اكتشفت ان السجن كنز للإبداع بما يمثله من تعبير عن قيم الحرية والمقاومة التي تكسر الجدران.» وأكد الروائي المصري من جهة أخرى مناصرته لدور المرأة، معتبرا ان المجتمع تغيير مبني على المساواة بين الرجل والمرأة يسير على قدم واحد وليس على قدمين. وأبرز في هذا الصدد أن «اقتناعه بدور المرأة في المجتمع ظاهر في كل رواياته وكتاباته». ونوه بالملتقى الجهوي للسينما وحقوق الإنسان الذي ينظمه النادي السينمائي بالقنيطرة، بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الانسان الرباط-القنيطرة تحت شعار «الفن السابع في خدمة قضايا حقوق الانسان»، قائلا ان الملتقى «جعلني أعيش حالة مختلفة من التقارب والدفء الإنساني مع الجمهور المغربي «. وشدد في السياق ذاته على جودة الأفلام المبرمجة خلال هذه التظاهرة ، مؤكدا على أهمية الفن السابع بشكل خاص والفنون بشكل عام في إشاعة قيم المواطنة وثقافة حقوق الانسان. وتتضمن الدورة الثانية للملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان، الذي ينظمه النادي السينمائي بالقنيطرة بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الانسان الرباط-القنيطرة ، برمجة مجموعة من الأفلام المتميزة على مستوى الموضوع والمقاربة مما سيفسح المجال للجمهور للاطلاع على تجارب أخرى في مجال السينما وحقوق الإنسان. ويشمل برنامج الملتقى، في هذا السياق، عرض أشرطة (العيش في تازمامارت) للمخرح الفرنسي دافي زيلبيرفان، و(شتي يادني) للمخرج بهيج حجيج من لبنان، و(الأستاذ) للمخرج محمود بن محمود من تونس، و(أحرار في سجن غزة) للمخرج خالد يوسف (مصر)، و(هم الكلاب) للمخرج هشام العسري من المغرب. كما سطرت الجهات المنظمة مجموعة من الأنشطة والعروض السينمائية بمختلف مدن جهة الغرب الشراردة بني احسن، ولاسيما منها سيدي قاسم وسيدي سليمان ومشرع بلقصيري.