أبرز المشاركون في ندوة نظمت، مساء الجمعة، بالقنيطرة حول «الاعتقال والسجن في السينما»، أهمية السينما الوثائقية في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والإشكاليات المجتمعية. وأوضح المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظم في إطار الملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان، الذي احتضنته القنيطرة من 12 إلى 16 نونبر الجاري، أن الفيلم الوثائقي يوجد في تماس مع مشاكل الناس حيث أثبت أنه قادر على أن يقدم التجارب والخبرات الإنسانية بتنوعها، مشيرين، في هذا السياق، إلى أن السينما ظلت، على الدوام، في صلب الواقع اليومي المعيش، من خلال تطرقها لقضايا حقوق الإنسان، على الرغم من تنوع أساليب المعالجة الفنية من مخرج لآخر. وبعد أن أبرزوا قدرة السينما الوثائقية على تسليط الضوء على تجارب الاعتقال السياسي، أشار المتدخلون في هذا اللقاء إلى أن تعثر مسار السينما الوثائقية نابع في جزء منه إلى ممارسة مجموعة من المخرجين لمختلف أشكال الرقابة الذاتية، مما انعكس، فنيا وجماليا وفكريا، على أعمالهم السينمائية. وشدد المشاركون على أن معالجة السينما المغربية لموضوع الاعتقال السياسي تميز بطابعه «الموسمي» والظرفي، على الرغم من أنه يستحق الكثير من الاهتمام في سبيل الكشف عن الكثير من الخبايا، وذلك في إطار قالب فني وجمالي قادر على إيصال الرسالة الفكرية والسياسية. ولاحظ العديد من المتدخلين، ومن بينهم مخرجون ونقاد من المغرب ومصر وتونس، أن تجارب الاعتقال السياسي والسجن لا تتضمن فقط المشاهد المأساوية والحزينة، بل يجب أن تشمل أيضا مشاهد الفرح والابتسامة داخل المعتقل كوسيلة للمقاومة والانعتاق من ظلام الاعتقال. وحثوا السينمائيين المغاربة على تبني أشكال وأساليب أكثر جرأة وإبداعية وفنية في معالجتهم لقضايا الاعتقال السياسي وحقوق الإنسان، مبرزين، في هذا الصدد، أن الأشرطة السينمائية الوثائقية تعد وسيلة متميزة لحفظ الذاكرة الجماعية في مراحل وأزمنة معينة. وتضمنت الدورة الثانية للملتقى الجهوي الثاني للسينما وحقوق الإنسان، الذي نظمه النادي السينمائي بالقنيطرة، بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الرباط - القنيطرة، برمجة مجموعة من الأفلام المتميزة على مستوى الموضوع والمقاربة، ما سيفسح المجال للجمهور للاطلاع على تجارب أخرى في مجال السينما وحقوق الإنسان. ويشمل برنامج الملتقى، في هذا السياق، عرض أشرطة «العيش في تازمامارت» للمخرح الفرنسي دافي زيلبيرفان، و«شتي يادني» للمخرج بهيج حجيج من لبنان، و«الأستاذ» للمخرج محمود بن محمود من تونس، و«أحرار في سجن غزة» للمخرج خالد يوسف «مصر»، و«هم الكلاب» للمخرج هشام العسري من المغرب. كما سطرت الجهات المنظمة مجموعة من الأنشطة والعروض السينمائية بمختلف مدن جهة الغرب الشراردة بني احسن ولاسيما منها سيدي قاسم وسيدي سليمان ومشرع بلقصيري.