فجأة ارتفع صوت صرخة حادة، بمصلحة التصبين داخل المستشفى الإقليمي الأنطاكي بمراكش، فسارع بعض العاملين إلى استجلاء جلية الخبر، حين كانت ربيعة الفوسي، الموظفة العاملة بالقسم، تمسك ساقها اليمنى، وقد اصفر لونها، وهي تشير إلى عقرب كبير كان ممددا أسفل قدميها. سارع بعض العاملين إلى نقل زميلتهم اتجاه مستشفى ابن زهر، لتلقي العلاجات الضرورية، وتخليصها من كمية السموم التي حقنت بجسدها نتيجة لدغة العقرب، فيما ارتفعت الأصوات بالتنديد والاحتجاج، على انتشار هذا النوع من الحشرات بكل فضاءات المشفى. على بعد يومين فقط من هذه الواقعة، عاش العاملون والمستخدمون حالة استنفار قصوى، حين دخلوا في صراع مرير مع ثعبان ضخم، كان يصول ويجول بأروقة المستشفى، لتتم محاصرته ويحاول التخلص من شرنقة الحصار، عبر رفع صوت فحيحه في وجوه محاصريه. واقعة «حرب الثعبان» الذي تجاوز طوله المتر والنصف، هي جزء من حرب معلنة، يخوض غمارها عل امتداد ساعات الليل، العاملون والمستخدمون، مع بعض الحشرات التي باتت تغزو فضاءات المستشفى،خصوصا صنف العقارب، التي تتخذ من الحديقة الموحشة، مواقع للتوالد والتكاثر.». المواطنون الذين يترددون على المستشفى الخاص بأمراض وجراحة الأنف والحلق والحنجرة، أصبحوا يتندرون بالمثل الشعبي «كون الخوخ إيداوي، كون داوا راسو»، في إشارة إلى زحف هذه الحشرات السامة على مجمل فضاءات المستشفى، ونشر الذعر في صفوف المرضى والعاملين. الإهمال الذي يعيشه هذا الصرح الطبي الإقليمي، يعتبر من بين أهم اسباب انتشار آفة هذه الحشرات، التي أصبحت جزء من مكوناته الأساسية، حيث تتواجد بعض الفضاءات الخضراء المحيطة بالمباني، والتي أصبحت بحكم الحدائق المهجورة، بالنظر لغياب الصيانة والدواء، حيث امتدت أعشابها وتطاولت بشكل لافت، وتحولت بذلك إلى مواقع أمنة لهذا النوع من الحشرات، التي تنطلق منها لتغزو المباني والأروقة. العاملون الذين أصبحوا يعيشون حالة رعب حقيقي، بادروا لمكاتبة إدارة المشتشفى، ومطالبتها بالتدخل لدى المكتب الصحي البلدي، قصد العمل على رش بعض المبيدات بهذه الأعشاب والنباتات، حيث تعذرت الإدارة، بكون كل مجهودتها في هذا الصدد، قد باءت بالفشل، بعد أن ووجهت كل النداءات ب«اذن كيال» من طرف المكتب الصحي، ومن تمة مطالبة العاملين بالتزام بنود «الصبر حتى يحن سيدي ربي». جيوش العقارب والقوارض والحشرات السامة، أصبحت ضمن المعيش اليومي، للعاملين بفضاء مستشفى الأنطاكي، وأصبحت تشكل هاجسا، بعد توالي حالات اللسع، ودخول العاملين خاصة خلال ساعات الليل، في صراعات يومية، لقتل بعض هذه الكائنات، التي تغريها برودة أجواء الليل، بمغادرة جحورها، والانتشار بمباني وأروقة المستشفى، في غياب أية محاولة، للقضاء على هذا الخطر الداهم، لتبقى بذلك حياة المرضى والعاملين على حد سواء، عرضة لهجومات مباغتة، ما يجعلهم مجبرين على أن تكون كل خطواتهم محسوبة، درء للوقوع في محظور لسعات سامة. وفي اتصال مع الدكتور النحاس مندوب وزارة الصحة بمراكش، للتعليق عل هذه الوقائع الصادمة، أكد أنه بصدد اجتماع بوزارة الصحة، مع الوعد بإعادة ربط الاتصال من جديد لتقديم التوضيحات المطلوبة، أو التخدل لدى مدير المستشفى للتعليق، ليظل الانتظار هو سيد الموقف. اسماعيل احريملة