لقي طفل يبلغ من العمر حوالي 5 سنوات مصرعه يوم الجمعة الأخير متأثرا بسم عقرب، حيث تعرض للسعة هذه الحشرة السامة بدوار الدرارجة التابع لجماعة سيدي إسماعيل بإقليمالجديدة قبل أن يتم نقله إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس حيث تم وضعه تحت العناية الطبية المركزة بقسم الإنعاش إلا أن جميع التدخلات الطبية باءت بالفشل جراء الانتشار الواسع للسم داخل جسده الصغير... وتعد حالة الوفاة هاته الثانية من نوعها التي يتم تسجيلها في صفوف المصابين بلدغات العقارب الذين توافدوا على المستشفى ذاته منذ انطلاق فصل الصيف الحالي، فيما قدّرت مصادر عليمة العدد الإجمالي لضحايا هذه السموم الذين تلقوا العلاج بأقسام المؤسسة الصحية ذاتها بأزيد من 50 حالة جلهم من الأطفال الصغار، قبل أن تؤكد بأن هذه الحصيلة تعد قليلة مقارنة مع نفس الفترة من المواسم الصيفية الفارطة... و يأتي تراجع أعداد المصابين بالتسمم الناتج عن لسعات العقارب بإقليمالجديدة في ظل تخوفات مركز محاربة التسمم و اليقظة الدوائية من ارتفاع حصيلة المصابين خلال صيف هذه السنة سيما وأن إحصائيات الموسم الماضي ظلت تدعو إلى القلق إذ تم تسجيل إصابة 28.731 ضحية 74 منهم لقوا حتفهم مع تسجيل %90 من الإصابات في صفوف الأطفال الذين يقل سنهم عن 15 سنة... و رغم التراجع الذي شهدته أرقام الأطفال الذين هلكوا منذ حلول فصل الصيف متأثرين بسموم العقارب بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، فإن منطقة دكالة/إقليمالجديدة يصنف ضمن الخانة «السوداء» لضحايا هذا النوع من السموم، على اعتبار أنه يطغى عليه الطابع القروي (رغم التقسيم الإداري الذي جعل سيدي بنور إقليما مستقلا بذاته بعدما كان ينضوي تحت لواء منطقة دكالة) الذي يضم قرى ومداشر تتميز بارتفاع شديد في درجات الحرارة خلال فصل الصيف كأولاد افرج و أولاد حسين وسيدي إسماعيل وأولاد عيسى بالإضافة إلى سيدي عابد و أولاد غانم...وهو ما يجعلها عرضة لاجتياح جحافل العقارب باختلاف أنواعها و ألوانها... أساليب علاج تقليدية إذا كان بعد المسافة وغياب وسائل المواصلات (في ظل تعقيد إجراءات الاستفادة من سيارات الإسعاف التابعة للجماعات المحلية) بين المداشر القروية والمستشفى الإقليميبالجديدة، قد يساهمان في تأخر وصول الضحية إلى هذا الأخير بشكل يجعل وضعيته الصحية في حالة حرجة لا تجدي معها التدخلات الطبية نفعا، فإن لجوء بعض الأسر إلى أساليب تقليدية للحيلولة دون انتشار السم بأجساد المصابين من شأنه –كذلك- أن يؤدي إلى نوع من التأخر في تلقي العلاجات الكفيلة بإنقاذهم من موت محقق... ومن بين المعتقدات والعادات الخاطئة التي يلجأ إليها سكان البوادي لمواجهة سموم العقارب، ما يصطلح عليه «البزغ» أو «التشراط» حيث يقوم البعض بإحداث جروح بسيطة بشفرات الحلاقة على مستوى اللسعة وربطها بواسطة منديل قبل امتصاص كمية من دم المصاب عبر الجروح ذاتها ظنا منهم بأنهم عملوا على إزالة الدم الملوث من شرايينه، وكذا تعريض مكان اللسعة لتسرب شديد لغاز البوطان في أفق تجميد السم و الحيلولة دون انتشاره بكامل الجسم، فضلا عن طلاء ذات المكان بمادة الحناء و وضع بعض التمائم و «الحروز» في عنق المصاب لدرء أي مكروه قد ينجم عن الإصابة... نصائح وزارة الصحة وإذا كان مسؤولو وزارة الصحة يحذرون من اللجوء إلى الأساليب التقليدية في علاج لذغات العقارب، فإنهم يقدمون عديد نصائح تندرج في إطار الوقاية من الإصابة بلسعات هذه الحشرات السامة، كضرورة ارتداء أحذية «مغلوقة» حتى إذا تعلق الأمر بفصل الصيف حيث تحول الحرارة دون القدرة على ارتدائها، فحص الملابس و الأحذية و الأغطية و الفراش قبل استعمالها، عدم تحريك أو نقل الحجارة و الأعشاب والأدوات المتلاشية...إذ غالبا ما تلجأ إليها العقارب بحثا عن الرطوبة وهربا من لفحات الشمس الحارقة، استعمال الإنارة ليلا (بالنسبة للمناطق القروية التي لم تستفد من برنامج الكهربة القروية) على اعتبار أن العقارب تفضل الخروج من جحورها في الفترة الليلة حيث تتلطف الأجواء المناخية...و إن كان جل سكان القرى يسلكون طرقا أخرى يعتبرونها أكثر نجاعة لمواجهة خطر العقرب من قبيل وضع «حجابات» بمدخل المنزل و رش كميات من مادة «القطران» بجميع منافذ الأخير اعتبارا منهم بأن العقارب لا تطيق رائحة المادة ذاتها، فضلا عن تربية بعض الحيوانات الداجنة التي تتولى مواجهة هذا النوع من الحشرات السامة كالقنافذ والقطط و الدجاج... ماذا بعد وقوع اللسعة؟ في حال الإصابة بلسعة عقرب، فإن ذوي الضحية يصيرون ملزمين بقتل العقرب في أعقاب إزالتها من الملابس أو الحذاء الذي كان يتوارى فيه، و إبعاد الضحية من المكان الذي أصيب فيه، مع تحديد ساعة وقوع اللسعة و حجم و لون العقرب و كذا الحرص على نقله صوب أقرب وحدة صحية لتلقي الإسعافات الأولية ووضعه تحت المراقبة الطبية إلى أن تستقر حالته الصحية... وحددت مصادر طبية أعراض لسعات العقارب في ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة جسم المصاب مصحوبة بعرق وارتعاش وقيء و إسهال ينتج عنه مغص حاد على مستوى البطن بالإضافة إلى اضطرابات في التنفس ونبضات القلب، وهي الأعراض التي يجب ألا تظهر كاملة على المصاب لأن ذلك ينذر بأنه دخل مرحلة الخطر التي غالبا ما تنتهي بالموت...