تعززت شبكة قناة ميدي1 تي في بعد رمضان ببرنامج جديد عن «الجريمة والعقاب» يعده ويقدمه محمد السعدوني الصحافي السابق في أسبوعية «الأيام» وبثت أولى حلقاته مساء يوم الثلاثاء (حلقة عن مقتل دبلوماسي أوروبي وزوجته بالرباط). البرنامج حسب معده ومقدمه هو تصور جديد في تناول الجريمة على الشاشة الصغيرة وهذه الجدة تتجلى في إبراز عمل الشرطة القضائية أثناء مباشرتها للتحقيق في جريمة معينة مع تسليط الضوء أيضا على عمل الشرطة العلمية والتقنية مستشهدا في هذا الصدد بما قامت به هذه الأخيرة في جريمة مقتل الدبلوماسي الأوروبي وزوجته من تقديم الدليل المادي في تحديد هوية الجاني، من خلال فحص أداة الجريمة. ودائما في إطار توضيح جديد البرنامج وما يميزه عن غيره يرى محمد السعدوني أن «مسرح الجريمة» لا يسعى إلى تقديم فرجة أو إثارة مجانية ولكن يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها إبراز أن الجريمة الكاملة غير موجودة في قاموس الإجرام وأن الجريمة يتبعها العقاب. وفي نفس السياق يضيف أن من العلامات البارزة في صنع هذا البرنامج أنه موعد تلفزي يركز على التحقيق ويتابع تطور الأحداث إلى نهايتها، مؤكدا أنه يجري الاعتماد في حكي أي جريمة على الوقائع المثبتة وتحقيق الشرطة فيها، مع إعداد سيناريو وسكريبت خاص بهذه الجريمة أوتلك التي يتم إعادة تمثيل بعض فصولها و حكي بعض وقائعها بلغة دارجة راقية لكن قريبة من المشاهد والمتلقي. تلفزيونيا أو تقنيا يوضح السعدوني أن البرنامج يركز على الصورة أكثر من التعليق لنقل تفاصيل الجرائم والتحقيق فيها، ناهيك عن عملية المونطاج وغيرها من الأمور التقنية والفنية التي تحتل مكانة بارزة في المقاربة التلفزية لأي جريمة. ولم يفته في هذا الصدد أن يشير إلى التجربة التي راكمها مخرج البرنامج الفرنسي ميشال حسن في القنوات الفرنسية من خلال توقيعه للعديد من الأفلام والمسلسلات والبرامج وهي التجربة التي لابد أن يفيد أو يستفيد منها «مسرح الجريمة». وفيما يخصه كمعد ومقدم للبرنامج انتقل للتلفزيون حديثا بعد تجربة لسنوات في الصحافة المكتوبة أوضح أنه لم يجد أي صعوبة في هذا الانتقال مذكرا في هذا الصدد بأنه سبق له أن خضع لتكوين في السمعي البصري في العاصمة البريطانية لندن. ولم تفته في هذا الإطار الإشارة إلى أهمية الصحافة المكتوبة في إفادة وتعبيد الطريق أمام أي ممارس لها لدخول عالم الصحافة السمعية البصرية فهي تمنحه من خلال تجربتها العديد من الآليات التي تسهل عمله في التلفزيون أوغيره من وسائل الإعلام السمعية البصرية. موضحا أنه من السهل على الصحافي في الإعلام المكتوب أن ينتقل إلى الإعلام السمعي البصري، لكن العكس يبقى صعبا. موضحا أن دخوله هذه التجربة كان «بحال الضحك» حيث شارك في كاستيغ لهذا الغرض وتم قبوله وبالتالي كانت بداية تجربته التلفزيونية من خلال برنامج «مسرح الجريمة» موضحا أن الكثير من الأمور ساعدته في هذا الأمر منها الصوت وأيضا التجربة في الصحافة المكتوبة. تجدر الإشارة إلى أن «مسرح الجريمة» هو برنامج من بين أخرى على التلفزيون المغربي بقنواته المتعددة الذي يتناول الجريمة كقصة تحكى أو تمثل علىالشاشة الصغيرة فبعد برنامج «وقائع» الذي اشتهرت به القناة الثانية في سنواتها الأولى، جاء برنامج مداولة على القناة الأولى الذي يجمع بين تمثيل بعض فصول الجريمة من طرف ممثلين محترفين وبين عرض أطوار القضية على القضاء، ثم جاء برنامج «أخطر المجرمين» على القناة الثانية.