سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في انتظار عرض برامج للتحقيقات تركز على مسببات ارتكاب الجريمة المستمرة معدلاتها في الارتفاع «مسرح الجريمة» و«أخطر المجرمين» يتنافسان على عرض تفاصيل جرائم المغاربة
وحيد أبوأمين انضاف برنامج «مسرح الجريمة» الذي قدمت القناة التلفزية «ميدي 1 تي ڤي» أولى حلقاته مساء الثلاثاء الفارط، إلى البرنامج الشهري «أخطر المجرمين» الذي تبثه «القناة الثانية» كل يوم ثلاثاء في الساعة التاسعة والربع ليلا، وهو نفس التوقيت تقريبا الذي اختارته «ميدي 1 تي ڤي» لبرنامجها المخصص لعالم الجريمة المغربية وعرض تفاصيل وقائع إجرامية تركت صداها السلبي بالضرورة والصادم في نفوس الضحايا بشكل خاص والمواطنين بشكل عام. البرنامجان معا جاءا بفكرة تقديم تفاصيل مدققة حول سلسلة الجرائم التي ارتكبت في وقت سابق، عكس برامج أخرى ظلت عامة، وإن هي تطرقت إلى عمل المصالح الأمنية وإلى كيفية التدخلات الميدانية ونقلت إلى المشاهد تفاصيل فك لغز بعض الجرائم، كما هو الحال بالنسبة لبرنامج «الوجه الآخر» إلا أنها تظل عمومية في طرحها. فبرنامج «أخطر المجرمين» ووفق تقديم القناة له، فهو عبارة عن سلسلة وثائقية تقترح على المشاهدين/المواطنين العودة إلى أهم القضايا الإجرامية التي عرفها المغرب، ويعمل الطاقم التقني على تسليط الضوء على مصير المجرمين الذين أثاروا اهتمام الرأي العام، والذين أسالت الجرائم التي ارتكبوها الكثير من المداد، حيث ينكب الزميل «حسن الرميد» خلال كل حلقة / جريمة على الحديث عن المجرم الذي وقع عليه الاختيار عبر البحث في ملابسات الجرائم التي ارتكبها من خلال العودة إلى الأرشيف، الشهادات والصور التي تمكن من إعادة سرد وقائع هذه الجرائم، والتعرف على أخطر المجرمين «الذين سجلوا أسماءهم في تاريخ القضاء المغربي منذ الاستقلال..». وفي نفس السياق فإن «مسرح الجريمة» الذي شاهد أولى حلقاته المشاهد المغربي على وجه التحديد وذلك يوم الثلاثاء 6 شتنبر الجاري انطلاقا من الساعة السادسة مساء، لصاحبه الزميل «محمد السعدوني»، يتطرق إلى مسار التحريات والبحث الذي تقوم به الأجهزة الأمنية من أجل تحديد هوية الجاني/ الجناة، وفك لغز أكبر الجرائم المعقدة، خصوصا تلك التي حظيت واستأثرت باهتمام الرأي العام المغربي لبشاعتها أوغموضها. ويعتمد على تقديم شهادات للعناصر الأمنية من مختلف الأسلاك التي أشرفت على الأبحاث بما فيها عناصر الشرطة العلمية. وهو برنامج مدته الزمنية 52 دقيقة. التعاطي مع الواقع الأمني ومع الجريمة تحديدا، بغض النظر عن طريقة المعالجة المهنية لمثل هذه المواضيع التي لها خصوصيتها ووقعها الاستثنائي على نفسية المتلقي، والكيفية التي يتم بها عرض الحلقات، سوء في الجانب المرتبط بالمجرمين أنفسهم، أو الضحايا كما هو الحال بالنسبة لمن تعرضوا للاغتصاب أوذويهم بالنسبة للقتلى وحتى بالنسبة لمرتكبي هذه الجرائم، والشهادات المهنية في هذا الصدد، والتي تثار بشأنها عدة ملاحظات سيما بالنسبة للبرامج التي أصبحت مألوفة واعتاد عليها المشاهد المغربي، فإنها تكشف عن معطى آخر وهو اتساع دائرة الجريمة وحضورها الذي أصبح واقعا بالنسبة للمواطن المغربي في حياته اليومية، وهو ما تنقله اليوميات المكتوبة يوميا إضافة إلى فقرات الأخبار الإذاعية والتلفزية. جرائم ضد الأصول، ضد الأبناء، ضد الأشقاء، ضد الأصهار، وضد الأغراب، وتتوسع في تفاصيله فيما بعد مثل هذه البرامج التلفزية الوثائقية المتخصصة، إذ أصبح مشهد الدماء المستباحة من طرف أشخاص مرضى نفسيين وتركيبتهم النفسية مليئة بالعقد والمكبوتات، وآخرين هم تحت تأثير أقراص الهلوسة، والخمور بمختلف أنواعها سواء الرديئة منها أو أصنافا أخرى، وكرات «المعجون»، ولصاق «السلسيون»، تغري الصحافيين من أجل العمل على تسليط الضوء على مثل هذه الحالات، عبر استضافة أطباء نفسانيين، وخبراء قانونيينن، ومسؤولين أمنيين، في إطار محاولة الإحاطة الشاملة بتفاصيل الموضوع / الجناية. الجريمة اليوم بالمغرب تزداد معدلاتها ارتفاعا، وتتطلب معالجة أمنية واضحة وشاملة، شأنها في ذلك شان المتابعة الإعلامية المهنية، التي لايجب أن تقتصر وتقف عند حدود البرامج التي يتم إعدادها بغاية نقل تفاصيل ووقائع بعض هذه الجرائم، وإنما أن تسعى على أن تكشف بعضا من أسبابها بالاعتماد على برامج التحقيقات، التي ينتقل عبرها الصحافي إلى فضاءات ترويج المخدرات بالمؤسسات التعليمية وبالأحياء الشعبية والدواوير ...، وحيث توجد شبكات استغلال القاصرات والقاصرين في الدعارة، واللوبيات المحتضنة للشواذ، ومجالات أخرى مرتبطة بعالم الجريمة كما هو الحال لعصابات السرقة ... وغيرها، وذلك لكشف هذه العوالم التي تشكل مشتلا للجرائم ومقدمة لها.