وفي اليوم السابع خلق الدراري البولفار. كانوا قلة من الناس منذ 15سنة. حلموا بشارع يحمل إسم البولفار، يغني فيه صغار المغاربة وكبارهم أيضا غناء غير الذي يسود المكان. اجتمعوا في الكوك، وقبل الكوك في أي مكان من الممكن فيه الاجتماع. في المقاهي، في أبواب العمارات، في البيوت الصغيرة فوق السطح، وكان العمل وكان الانتشاء برؤية المغرب الآخر يعلن عن نفسه لحظة بعد لحظة قادرا على أمر آخر غير تكرار نفسه، غير اجترار نفس الأسماء مومو والرباعة. السنوات الأولى كان الجنون رسميا، لكن هل يتحقق شيء في الحياة دون الجنون؟ قطعا لا. واليوم والبولفار يحتفل بسنته الخامسة عشرة، يبدو "الدراري" وكأنهم "كبروا شوية ودارو عقلهم"، لكن الأمر مجرد خدعة بصرية "إليزيون أوبتيك" مثلما يقول هواة الفرنسية. الدراري لازالوا على حمقهم الجميل. جنونهم الإبداعي ازداد، والبولفار أصبح عنوان مرحلة بأكملها خلقت كم واحدا وصنعته، وتركته مسارا بأكمله ستحكم عليه الأيام. الدراري لن يصبحوا راشدين أبدا. سيظلون أطفالا يحملون في دواخلهم كل سنة القدرة الرائعة على الإدهاش، و"الأحداث المغربية" (الوالدة ديال أحداث.أنفو) التي كانت حينها "الجورنان" الناطق بالعربية الوحيد الذي آمن بالمشروع وآمن بالدراري لازالت على نفس الإيمان أن التجديد في هذا البلد الكبير والعظيم و"الواعر" المسمى المغرب لن يصنعه إلا الوافدون الجدد، ولن يصنعه إلا منحهم كل مساحات التعبير الحر لكي يصرخوا فينا كل قدرتهم على الحياة. ديما بولفار، وديما القدرة على الصدح مع خالقي البولفار بالصيحة الشهيرة التي تبدو الآن "demodee", لكنها فعلا تظل الأجمل : "يتووووووووووب".