محاكمة «الهاكرز» المغاربة الذين اخترقوا عددا من مواقع الانفصاليين ودمروها، انطلقت أمس بالرباط في أجواء من التخوف لدى عائلات الفتية الثلاثة من أن يأخذ مسلسل المحاكمة أبعادا أكبر من النية الصادقة التي غمرت صابر وسفيان وحسن، خاصة بعد أن اتضح لدى أفراد عائلاتهم أن عدم كفاية أدلة تورطهم جعلت النيابة العامة تتجه الى متابعتهم من اجل القرصنة. في حديثها، ل«الأحداث المغربية»، قبيل انطلاق أولى جلسات المحاكمة، تروي أم سفيان بعد أن غالبت آلامها جراء كسر في القدم بعدما أوقعتها إحدى درجات بناية ولاية الأمن بالرباط أثناء استفسارها عن مصير ابنها، كيف تحول عشق سفيان لمجال المعلوميات إلى مسلسل من المعاناة الحقيقية أصبحت الأسرة بأكملها تصبح وتمسي عليها. «ميولات سفيان نحو مجال المعلوميات انطلقت منذ أن كان في الثامنة من عمره» تضيف الأم «أثمر هذا الاهتمام استئجار سفيان لمحل تجاري في أحد أحياء سلا بغاية تحويله إلى ناد للأنترنيت، وهو ما كان بالفعل، ولكن سفيان لم يقتصر فقط على العمل في النادي، بل تعداه الى إصلاح الحواسيب، بل إنه أصلح حتى حواسيب «الكوميسارية» التي ألقى عليه رجالها القبض. في هذا النادي سيكشف سفيان للشرطة في سنة 2007 عن وجود خلية إرهابية كانت على أتم الاستعداد للبدء في مخططات إجرامية، بعدما اكتشف أن أحد عناصرها يزور النادي باستمرار ويلج مواقع مشبوهة، وبعدما أبلغ الشرطة عن شكوكه تم فك خيوط الشبكة، وتمت تهنئته على ذلك. في يوم القبض على سفيان، وبعدما أبلغت الأم المستخدمة في إحدى الشركات بسلا، عن واقعة اقتحام الشرطة للنادي، واقتياد ابنها إلى ولاية الأمن بالرباط، راودتها الشكوك في أن يكون التبليغ عن الشبكة الإرهابية له علاقة بإلقاء القبض على ابنها، إلا أن دوامة الاستفسار والتيه في ردهات «الكوميساريات» أوصلتها الى السبب الحقيقي وراء اعتقال ابنها. لم تشفع الحالة الصحية لسفيان ولا حداثة سنه ولا مقصده النبيل بمعية صديقيه الآخرين، لدى رجال الشرطة في شيء، فقد داهمت الشرطة بيت عائلة سفيان دون حضور أصحابه وتركته في فوضى كاملة، وأخذت عددا من الأقراص المدمجة، وحاسوبا محمولا، وكل الأقراص الصلبة التي كان سفيان يحتفظ بها في منزله. المحامي الذي ينوب عن سفيان في القضية، اعتبر، في اتصال بالجريدة، أن أركان الجريمة غير مكتملة على الأقل في ركنيها المادي لعدم وجود إثبات على اقتراف أي جرم وثانيا لعدم وجود طرف مشتك، ورغم أن النيابة العامة أكدت على وجود دليل لديها على تورط سفيان والمتمثل في عدد من الأقراص المدمجة، إلا أن أم سفيان تؤكد أن الأقراص المذكورة لا تحتوي إلا على أفلام ومسلسلات.