هم ثلاثة فتية مغاربة وحدهم حب الوطن، وقرروا أن يعلنوها حربا ضد من ينازعهم هذا الحب، حيث كونوا «عصبة» غايتها سامية، لكن نظرتهم هذه لم تقاسمها إياهم السلطات العمومية، التي قررتهم أن تحول هذه «العصبة» إلى «عصابة»، والبقية معروفة..صابر.. سوفيان.. حسن.. كانوا يجلسون في غرفهم الافتراضية للشبكة العنكبوتية، يتبادلون الدردشة، قبل أن يتوقف حديثهم عند القضية الوطنية..كانوا يجدون الكثير من الغبن وهو يطالعون في مواقع بعينها كيف تنتهك حرمة وطنهم وتختزل أراضيهم في حدود غير حدودها الطبيعية. «كان منطلقنا هو الغيرة علي وطننا المغرب..يحكي صابر.. قررنا ونحن نعاين عددا من المواقع المحسوبة على الجبهة الانفصالية للبوليساريو وهي تطعن وفي وطننا، أن نعبر عن هذا الحب وهذه الغيرة من خلال تدميرها، ووضع الخريطة الكاملة للمغرب، مع شعار المملكة، وكلمة مختزلة موجهة لمن يهمه الأمر تحدد سبب تدمير هذا الموقع». من موقع «صحارا ليبر» إلى اختراق العديد من المواقع التي كانت تتوحد في المس بتراب المملكة، تجند الفتية الثلاثة أو المعروفون بإسم «الهاكرز»، حيث تمكنوا خلال مدة سنتين من تدمير العديد من المواقع التابعة للجبهة الانفصالية، وكذا بعض المواقع الجزائرية المساندة للأطروحة الانفصالية، حيث فاقت هذه المواقع المدمرة ال500 موقع، أصبحت كلها تحمل راية المغرب وخريطة المملكة كاملة، حيث تمكنوا من اختراق مجموعة من المواقع الجزائرية التي تروج لفصل الصحراء عن مغربها، ووضعوا روابط و صور لمغربية الصحراء. ولأن حب الوطن لاينفصل عن الانتماء الأكبر للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، فقد شكلت أحداث غزة الأخيرة، منطلقا لتوجيه الفتية الثلاثة لسهام حواسيبهم نحو العدو الإسرائيلي، وتمكنوا خلال ذلك من تدمير العديد من المواقع الإسرائيلية، حيث يحكي صابر قائلا..«لم نستطع أن نقف مكتوفي الأيدي أمام الوحشية الإسرائيلية إبان العدوان على غزة، وقررنا أن نستعمل مانملك من وسائل، وكذا استطعنا اختراق وتدمير أكثر من 10 آلاف موقع إسرائيلي، أهمها موقع جنود إسرائيلى». لكن، قبل حوالي الأسبوعين انتهت رحلة الفتية الثلاثة..«جاء رجال غلاض لاأعرف لأي فصيل أمني ينتمون، وحملوني من منزل العائلة بحي يعقوب المنصور بالرباط»، يحكي صابر الذي يقول بأنهم وضعوا عصابة على عينين واقتادوه إلى مقر الأمن، وهناك اكتشف وجود رفيقه في «العصبة» أو «العصابة» حسن وسوفيان. لحوالي بضعة أيام أخضع الثلاثة للتحقيق، ويصرح صابر أن هذا التحقيق لم يكن طبيعيا، فلا صغر سنهم المتراوح بين 20 و23 سنة شفع لهم، ولانبل مقاصدهم جعلهم يحضون بتعاطف المحققين، حيث يوضح أن الأسئلة الموجهة لهم كانت ترافق بالضرب والتعنيف، وهو الأمر الذي امتد حتى يوم الخميس الأخير، حين تمت إحالتهم على النيابة العامة بمحكمة سلا. لكن كل هذا يهون، يقول صابر، بعد أن عاين رفقة زملائه، أن تقديمهم للنيابة العامة تم تحت التصفقيات والهتاف من قبل عدد كبير من معارفهم والتلاميذ الذي حضروا لمؤازرتهم والتعبير لهم عن دعمهم. نقلوا من مكتب النيابة العامة لغرفة قاضي التحقيق، ليقرر هذا الأخير تأجيل جلسة التحقيق لتاريخ لاحق، ووضع الشبان الثلاثة بسجن سلا. تهمة «تكوين عصابة إجرامية» تنتظر الشبان الثلاثة، لا هناك عنصر رابع يوجد في حالة فرار لم يتم توقيفه حتي تقديم العناصر الثلاثة، يعرفه صابر بكونه طالب في الحقوق وأنه هو من كان يعد الرسالة التي كانت توضع على الموقع المدمر للتعريف بأهداف الهاركز المغاربة النبيلة، لكن من يشهد على نبلها!!!