تستضيف مدينة سلا المغربية مهرجانا فريدا من نوعه احياء لتاريخ المدينة التي ازدهرت من خلال التجارة وأعمال القرصنة في مطلع القرن السابع عشر. ويحتفي مهرجان القراصنة بتاريخ المدينة التي كانت قاعدة للقراصنة الذين كانوا يسطون على سفن معظمها اوروبية ويغيرون على قرى اوروبية منذ بداية القرون الوسطى الى أوائل القرن التاسع عشر. وشارك عشرات الراقصين والعازفين وفناني السيرك المحليين في عرض مثير خلال المهرجان حضره الاف المتفجرجين الذين عاشوا مجددا جو اساطير القراصنة الذين صنعوا شهرة مدينتهم عالميا. وتقدم العروض عادة امام حصون المدينة القديمة التي بنيت على ساحل المحيط الاطلسي لحماية سلا من الهجمات الخارجية. ويهدف المهرجان الذي انطلق عام 2006 ويقام مرة كل عامين الى الترويج لمدينة سلا التي كانت ميناء مهما. والمهرجان أيضا فرصة لفناني المغرب الشبان ومنهم طلاب المدرسة الوطنية لفنون السيرك وهي الوحيدة من نوعها في المغرب. وأشاد أحد الطلاب الذين شاركوا في عرض لمهرجان القراصنة بمدرسة السيرك. و على امتداد عشرة أيام كاملة تواصلت فعاليات مهرجان قراصنة 2014 ومعها العروض الشيقة و البرمجة المتميزة . الكرنفال الكبير والذي تنظمه جمعية شمسي shems'y منذ أعوام أسدل ستاره في 31 من شهر غشت حيث فتحت مدينة سلا أبواب مآثرها التاريخية في وجه الجمهور العاشق لفنون السيرك والأكروبات بمزيج رائع بباقي الإبداعات الجسدية من رقص و تعبير تناغما مع إيقاعات موسيقية جذابة تنهل من مختلف الحضارات . وشهدت الدورة الحالية وحسب مديرة المهرجان ورئيسة جمعية " شمسي " ثريا بوعبيد مشاركة العديد من الشابات والشباب الذين تعلموا فن الطبخ والإستعراض و باقي الإبداعات حتى أضحوا نجوما في مدينتهم " سلا " ليتقاسموا مع باقي السكان وبمختلف شرائحهم مواهب الفن و التألق مقدمين بذلك رسائل النبل والتسامح و التكافل. واحتضنت قصبة " كناوة " التاريخية والتي ترجع لعهد مولاي اسماعيل خيمة السيرك الكبيرة في عرض " الذبذبات " les ondes " وكذلك السهرات الفنية المتميزة " أومبوكتو". وفي تصالح لساكنة سلا مع تاريخهم المجيد تم فتح برج الدموع المطل على الساحل الأطلسي و الذي تحول لمقهى أمكن لروادها احتساء مشروباتهم المفضلة من قهوة وشاي على إيقاع فرجة السيرك والحركة يقدمها شباب طموح يقدم ألعابا بهلوانية مختلفة. كما تم على هامش هاته الدورة من الكرنفال الكبير فتح المدرسة المرينية بالقرب من المسجد الأعضم لتقديم عرض متوهج لفنانين أجانب وعلى شذرات من العود في جو أندلسي عربي يسترجع معها الزائر عبق التاريخ التليد . وعرف اليوم الختامي سهرة كبيرة أحيتها فرقة موسيقية فرنسية بساحة باب المريسة .