بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول    اعتقال بزناز قام بدهس أربعة أشخاص        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    الإيليزيه: الحكومة الفرنسية الجديدة ستُعلن مساء اليوم الإثنين    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    الناظور بدون أطباء القطاع العام لمدة ثلاثة أيام    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية    بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام        محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة        الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    الحلم الأوروبي يدفع شبابا للمخاطرة بحياتهم..    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    حقي بالقانون.. شنو هي جريمة الاتجار بالبشر؟ أنواعها والعقوبات المترتبة عنها؟ (فيديو)    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    من يحمي ادريس الراضي من محاكمته؟    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"        مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حركة 20 فبراير: من العالم الإفتراضي إلى التظاهر بالشوارع
نشر في الأحداث المغربية يوم 20 - 08 - 2011

كانت جنينا في العالم الإفتراضي(الأنترنيت) منذ 12 من فبراير، نما يوما بعد يوم إلى أن اكتملت أعضاؤه، تردد مرات في معانقة العالم الخارجي، لكنه خرج يوم العشرين من فبراير إلى الوجود بعد ولادة قيصرية، ليصبح اليوم رقما أساسيا في معادلة السياسة بالمغرب رغم الإنتقادات الموجهة إلى مكوناته.
في أيام تكوينه في رحم الفايسبوك والتويتر، قلل كل المتتبعين من جدواه، فالحالة المغربية ليست كغيرها من الدول التي عصفت فيها رياح الخريف بأنظمة وصفت بالإستبدادية كالنظام البوليسي بتونس والنظام التسلطي بمصر. كانت نيران الثورات تلتهم النظام تلو الآخر من تونس إلى مصر ثم ليبيا والبحرين واليمن، وامتد لهيبها إلى بلدنا المغرب.
داخل نوادي الشبكة العنكبوتية، كان الشباب يتبادلون الآراء حول كيفية التعامل مع النظام المغربي، واختلفت الآراء فيما بينهم حول طبيعته هل هو استبدادي وتسلطي على غرار ديكتاتوريات المنطقة أم أنه نظام يختلف عنها، فالمغرب يوصف تارة بالدولة التسلطية وتارة بجنة الديمقراطية في المنطقة لكنها ديمقراطية غير مكتملة. حريات وتعددية سياسية وصحافة حرة إلى حد ما وماضي انتهاكات تم طيه كلها وضعت الشباب أمام محك حقيقي جعلتهم يضعون ضمن أولياتهم الدعوة لثورة مغربية تحرك مياه الديمقراطية الراكدة، فاختارت أن ترفع شعار محاربة الفساد واسقاط الإستبداد.
الولادة العسيرة
يوم العشرين من شهر فبراير كان الكل ينتظر معرفة شكل المولود الجديد الذي سيؤثت فضاء الساحات والشوارع الكبرى في مختلف المدن والمراكز الحضرية بل وحتى القروية. تراجع عن الإنضمام إليه في آخر لحظة الكثيرون ممن دعوا لمسيرات في الشوارع المغربية على الفايسبوك ، شأنهم في ذلك شأن أغلب التنظيمات السياسية والحزبية الممثلة في المؤسسات وأغلبية الجمعيات باستثناء فعاليات وأفراد منها حرصوا على أن لا يخلفوا الموعد مع التاريخ.
في الدار البيضاء على سبيل المثال حج الآلاف مند الصبيحة إلى ساحة الحمام في قلب العاصمة الإقتصادية، البداية كانت بحلقية صغيرة، بدأت تفد إليها الأعداد لتكبر مع مرور الدقائق، وتحولت إلى تجمع حاشد تجمعت فيه مختلف ألوان الطيف السياسي من اسلاميين ويسار اصلاحي وراديكالي وأمازيغيين، وحضرت أيضا فعاليات سياسية وجمعوية وفنانين. الكل ظل يحلم بالتغيير بعد أن بزغت شمسه من تونس. مر الإحتجاج في ذلك اليوم دون حدوث أية مواجهات ودون أن تتدخل قوات الأمن لقمع المحتجين.
كانت لحظة الولادة عسيرة لم ترفع فيها سوى قلة من الشعارات باستثناء الشعار الرئيسي محاربة الفساد واسقاط الإستبداد وأيضا قلة من اللافتات، وكانت الإحتكاكات أيضا بين مكونات الحركة على أشدها، كل منهم سعى لفرض هيمنته على الحركة لتعلو شعاراته فوق الأخريات. لكن مريدي جماعة العدل والإحسان كانوا دوما الأكثر عددا وإن كان حضور المستقلين واليسار نوعيا بحكم التأطير الذي يتمتعون بهم عكس أتباع الشيخ ياسين.
كان الإتفاق الأولي أن لا يعلن أي مكون عن هويته برفع لافتاته، وفي كل مرة كان شعار «بالوحدة والتضامن لي بغيناه يكون يكون» يعلو الساحة، ولم يرفع حينها العلم الوطني لكن بالمقابل رفع علم حركة 20 فبراير والعلم الأمازيغي غير أن بعض شباب جماعة العدل والإحسان رفضوا ذلك، وأخده أحدهم بالقوة من شاب كان يطوف به. ولم يجد حينها بعض الشباب الأمازيغي غير الخروج من الحلقية الذي بدت سيطرة العدليين عليها، ليشكلوا بدورهم حلقية ثانية تجمع حولها أعداد من شباب الحركة الأمازيغية الذين فضلوا بدورهم الإنضمام لحركة 20 فبراير لتحقيق مطلبهم الأساسي وهو ترسيم الأمازيغية لغة رسمية وليس وطنيه فقط إلى جانب العربية على قدم المساواة وهو المطلب الذي وضع من ضمن مطالب الحركة وإن كانت بعض من مكوناتها لا ترى جدوى منه شأنها شأن بقية التيارات السياسية في البلاد.
غير بعيد عن العاصمة الإقتصادية، في الرباط وفاس وطنجة وأكادير وغيرها خرجت أعداد من الشباب تحت تسمية الحركة الوليدة، ورفعت الشعارات لتضع بذلك الحركة أولى أقدامها على سكة المطالبة بالتغيير. قليل من المغاربة كانوا ينتظرون أن تحج كل تلك الأعداد الغفيرة للساحات العمومية وتصدح حناجرها بالمطالبة بتغيير الدستور وبإصلاحات سياسية واقتصادية وإسقاط الفساد والاستبداد.
يوم الأحد سادس مارس ستخرج الأعداد الغفيرة من جديد لتنظم ثاني وقفة سلمية لحركة 20 فبراير في مختلف المدن والبوادي، وفي الدار البيضاء التحق شباب الحركة بساحة محمد الخامس تطالب بتغيير الدستور والإصلاحات السياسية والاقتصادية الشاملة بالبلاد . ليأتي بعدها خطاب الملك في التاسع من ذات الشهر يحمل معه مشروعا لتغيير شامل للدستور ويعلن عن تشكيل لجنة لوضعه ولجنة للمتابعة، ورغم ذلك ستخرج الحركة للتظاهر في الشارع حاملة ذات الشعارات وإن كان بعض من شبابها المستقلين قد استقبلوا من طرف لجنة المنوني وقدموا لها اقتراحاتهم لها. ليظل التساؤل الذي يطرح داخل الحركة وخارجها هو ما جدوى التظاهر؟ مادام أن ملك البلاد قد التقط الإشارة واستجاب لمطلب التغيير وبأقل الخسائر، لكن أصواتا أخرى أصرت على أهمية حركية الشارع كضمانة للتغيير الفعلي.
لم تدخل الحركة في اعتصامات طويلة الأمد كما هو الحال في دول أخرى، كما حرصت على أن تكون الوقفات والمسيرات سلمية رافعة دائما شعار «سلمية .. سلمية ... لا حجرة لا جنوية» لكن في الثالث عشر من شهر مارس رأت السلطة أن لا جدوى من التظاهر بعد أن خطب الملك في الشعب المغربي، ولذلك تدخلت بعنف لقمع المحتجين بمختلف المدن، وكانت الحصيلة اعتقالات وضحية واحد بآسفي.
في الدار البيضاء كانت القوى الأمنية بالمرصاد لمسيرة الحركة بساحة الحمام، تدخلت بعنف في حق ناشطي الحركة واعتقلت بعضا منهم لتطلق سراحهم فيما بعد، ونقل آخرون إلى المستشفى لتلقي العلاجات بعد أن أصيبوا بهراوات الأمن. التدخل الأمني أمام مقر الحزب الاشتراكي وصف «بالشرس والقمعي» ، حيث تم اعتقال ما يقرب من 50 شخص وإصابات خطيرة لعشرات المحتجين بينهم الفنان محمد السنوسي ومحمد الساسي نائب الكاتب العام لحزب الاشتراكي الموحد وأعضاء مجلسه الوطني ومحاصرة القوات الأمنية مجموعة المصابين داخل مستشفى ابن رشد ومولاي يوسف لاعتقالهم .
لم يسلم من التدخل ذلك اليوم لا الصحافيين ولا حتى المارة، الكل يتدكر الطفلة سار محسوم 13 سنة أمام مقر الحزب الاشتراكي الموحد وما تعرضت له من شتى أنواع الضرب والتنكيل بجسدها الصغير أدى إلى كسر أحد فكيها العلوي بعد أن انهالت عليها هراوات أربعة عناصر الأمنية «بلير»، لم تقترف الطفلة أي ذنب سوى انها خرجت من البيت لاقتناء الخبز لأفراد عائلتها .
«كان ذلك اليوم حاسما في مسار الحركة، فد جاء مباشرة بعد خطاب الملك ، لكن لا ضمانات لتحقيق مطالب الحركة» يقول أحد شباب الحركة، ففي تلك الصبيحة صدحت الحناجر بالشعارات «إدا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر»، و «نريد ملكية ملكية برلمانية» و«بغينا التغيير ديال بصاح ماشي غير الإصلاح» و«لا لا للدساتير في غياب الجماهير»، وحملوا لافتة كتب عليها «الشعب يريد حرية كرامة ديمقراطية.. عدالة اجتماعية»، و«الشعب يريد اسقاط الفساد».
رغبة الدولة في اسكات أصوات 20 كانت واضحة في ذلك اليوم. حمل أحدهم مكبر الصوت وبدأ في اصدار الأمر بفك التجمهر، وبينما كان بعض من قادة الحزب الإشتراكي الموحد كمحمد الساسي وبعض من القيادات الشبابية والسياسية تحاول التفاوض مع المسؤولين الأمنيين، رفعت الهراوات من جديد، وانهالوا بالضرب على محمد الساسي وحفيظ محمد والمحامي الشنتوفي. لحظات قليلة تقدم رجال أمن مكافحة الشغب بقامات طويلة وواقيات الى الأمام، وبدأوا في الضرب والرفس. ضربات في الرأس والوجه وفي كل أعضاء الجسد. هرول البعض يمنة والآخرون يسرى، لكن الضربات لاحقتهم. لم يفلت من الضرب كل من كان في الزقاق المحادي لمقر الحزب الإشتراكي الموحد، ولاحق رجال الأمن الكثيرين الى أدرج العمارات المجاورة وفي كل الإتجاهات.
انتهك رجال الأمن المدججين بالهراوات مقر اليسار الإشتراكي الموحد، ولاحقوا الشبان المحتجين الى الداخل، وتم اقتحام باب المقر بالقوة حيث حاول المتظاهرون المسالمون الاحتماء به، وانهالوا بالضرب على المتواجدين بداخله، قبل أن ينسحبوا منه بعد أن أشبعوا من ولجه بالرفس والضرب.
بعد التدخل العنيف واعترافا منها بخطئها الجسيم، قدمت وزارة الداخلية الإعتدار للصحافيين فقط دون غيرهم من ضحايا التدخل العنيف، ووعدت بفتح تحقيق لم تكشف عن نتائجه لحد الآن، واستقبل والي الأمن المصطفى الموزوني وفدا من الصحافيين. لم يكن الهدف من الإجتماع الإعتذار للصحافيين فقط، بل سرد المسؤول الأمني تفاصيل عن خلفيات التدخل الأمني العنيف في حق الشباب، وقال بالحرف إن «المعلومات اللي كانت عندنا كتقول بلي كاينين شي ناس كانوا خارجين فمسيرة وباغيين يديرو اعتصام مفتوح»، وذلك في إشارة الى أعضاء جماعة العدل والإحسان التي لم يذكرها بالإسم بل لمح الى ذلك فقط، ولا يزال شبح الإعتصام يخيف مصالح الأمن والداخلية لكن «يبدو أنه الخيار الأخير» كما يسر بعض أعضاء الحركة لمقربين منهم.
اصرار على الإحتجاج
«واش غاديين يستعملو العنف ويهاجمو » هذا هو السؤال الذي يطرح كلما حدد موعد لمسيرة لحركة 20 فبراير. التساؤل عن كيفية رد المصالح الأمنية يعود لارتباك الدولة وعدم اتخادها موقف صريح تجاه حركة 20 فبراير وهو المنع وضرورة الترخيص، لكن يبدو مع مرور الأيام أن مكونات الحركة غير آبهة بقرارات السلطة سواء بالموافقة على التظاهر أو منعه أو استعمال العنف من عدمه، فالكل يجمع أن التظاهر سيستمر إلى أن تتحقق المطالب المتمثلة في محاربة الفساد وإسقاط الإستبداد وتحرير الإعلام وإصلاح القضاء وتخفيض الأجور.
رغم القمع الذي ووجهت به مسيرات الحركة في مختلف مدن المملكة، خرج من جديد شبابها يوم العشرين من مارس، لينظموا مسيرة اعتبرت بمثابة الولادة الثانية للحركة، وجددت في مسارها حيث انطلقت من ساحة النصر بحي درب عمر مرورا بشارع حمان الفطواكي وإدريس الحريزي في اتجاه ساحة محمد الخامس. لم تتدخل قوى الأمن ولم تقع أية أحداث شغب، بل أبان منظموها عن قدرة على التحكم في كل صغيرة وكبيرة. حينها بدت الحركة كطفل يافع بدأ يكبر شيئا فشيئا، حيث طورت من شعاراتها ومن اللافتات وتضاعف أيضا أعداد المشاركين فيها.
قبل أن تنظم مسيرات موالية، كان التفكير في أشكال أخرى كالوقفات والحفل الفني، ولذلك نظم يوم الأحد 27 مارس حفلا فنيا بساحة نيفادا شارك فيه عدد من الشباب بمجموعات فنية وشعرية، في انتظار الأسبوع الموالي حيث ستتم العودة إلى التظاهر من جديد في الشارع وتنطلق المسيرة من حي درب عمر في اتجاه ساحة الحمام. لكن سيتغير الموقف بعد انعقاد الجمع العام، واقترح البعض تحويل المسيرات إلى الأحياء الشعبية خاصة أن صدى الحركة قد لا يصل إلى هوامش الميتربول الإقتصادي الشاسعة المساحة.
كان حي البرنوصي أول الأحياء التي استقبلت مسيرات حركة 20 فبراير بالدار البيضاء يوم تاسع أبريل. نجاح المسيرة في أول حي شعبي دفع الحركة لتوسيع مجال التظاهر وانتقلت فيما بعد إلى حي درب السلطان الشهير، ونظمت مسيرة حاشدة بساحة السراغنة، وكانت تلك أول مرة يظهر فيها مناهضوهم أو من يطلق عليهم ب «البلطجية» أو «المرايقية» بالدارجة المغربية، وهم أشخاص يجهل من يمولهم، لكنهم سيحرصون على التواجد في كل مسيرات 20 فبراير وسب وقذف شبابها ومحاولة الإعتداء عليهم.
طعم فاتح ماي لهذه السنة كان له نكهة خاصة، فقد شارك شباب العشرين من فبراير في المسيرات العمالية خاصة أن إحداها وهي الكنفدرالية الديمقراطية للشغل استقبلت غير ما مرة اجتماعاتهم، لتعود المسيرات إلى الأحياء الشعبية، حيث نظمت أول مسيرة على امتداد شارع الفداء، قبل أن تنتقل في الأسبوع الموالي إلى الحي المحمدي، وستجوب المسيرة شارع ” س ” وشارع عقبة بن نافع إلى منتصف شارع الحزام الكبير، لتلتحق أجيال جديدة بالحركة من أبناء تلك الأحياء وتداوم على المشاركة في المسيرات.
كانت قوى الأمن تغيب عن مسيرات 20 فبراير في البداية، وتكتفي بحضور رجال الإستعلامات العامة والإستخبارات، فيما ترابط أعداد من أفراد القوات المساعدة في أزقة مجاورة بعيدا عن الأعين تحسبا للتدخل في حالة الضرورة القصوى، لكن بدل أولئك كان مناهضو الحركة يقومون بذات الدور بالتحرش بالشباب ونعتهم بأقدح الأوصاف ك «وكالين رمضان» و«البوليزاريو» وغيرها، ورشقهم أيضا بالحجر والبيض في أحيان أخرى.
في الثاني والعشرين من شهر ماي منعت السلطات الأمنية مسيرة الحركة بقرار كتابي بمنطقة اسباتة وراسلت كل الشباب المعروفين بكونهم من نشطاء الحركة تخبرهم فيها بمنع المسيرة وأن المشاركة تقع تحت طائلة القانون، لكن شباب الحركة أصروا على تنظيم المسيرة في نفس الحي، ولذلك تم تجييش بعض من ساكنته ضدهم، وانضمت إليهم حركة 9 مارس ومن يسمون أنفسهم بالشباب الملكي لمواجهة شباب حركة 20 فبراير وعرقلة مسيرتهم دون جدوى، وستعود الحركة للتظاهر بشارع الشجر، وكان الهدف إيصال مطالب 20 فبراير لأبناء المنطقة والتأكيد على الإصرار على التظاهر.
لن تنتهي الحركة من مسيراتها، ففي يوم الأحد ستعود الحركة إلى حي درب عمر من جديد، وستقرر تغيير المسار بالمرور عبر شارع للالة الياقوت في اتجاه ساحة الحمام، وستعود من جديد الأسبوع الموالي في التاسع عشر من يونيو إلى حي درب السلطان وستضطر إلى تغيير مسارها من شارع الفداء إلى شارع أبي بوشعيب الدكالي تجنبا للمواجهة مع مؤيدي مشروع الدستور الجديد الذين احتشدوا قبل موعد المسيرات في نفس المكان وحرضوا عددا من المعربدين وشباب يجهل من أين تم استقدامهم ولا كم دفع لكل منهم خاصة أن كثيرا منهم يبدو أنهم كانوا في حالة غير طبيعية.
قبل يطل شهر رمضان تظاهرت الحركة في الحي المحمدي من جديد ولقيت مواجهة من قبل مناهضيها خاصة من مؤيدي مشروع الدستور الجديد الذي عرض على الشعب للإستفتاء بعد الكشف عن مضامينه، قبل أن تعود إلى حي اسباتة وتنظم مسيرة بشارع محمد رضى اكديرة إلى حدود شارع 10 مارس، لتنقل بعدها الإحتجاج إلى جهة أخرى بالدار البيضاء وهي منطقة الألفة الحي الحسني وجابت المسيرة الضخمة حينها وكانت بعشرات الآلاف من المشاركين أكبر شرايين الحي، وفي الأسبوع الموالي استمرت دينامية التظاهر بذات الإيقاع بعمالة مقاطعات مولاي رشيد منطقة سيدي عثمان من شارع محمد رضى اكديرة في اتجاه شارع 10 مارس، ثم بمنطقة سيدي البرنوصي في الأسبوع الموالي، لكن مع حلول شهر رمضان ستغير حركة 20 فبراير توقيت المسيرات إلى ليالي أيام السبت، وكانت البداية من شارع الفداء بدرب السلطان ثم في الثالث عشر من شهر غشت ستنتقل إلى مولاي رشيد وتنطلق من حي السدري إلى منطقة بورنازيل.
حرصت الحركة أن تبعد عن نفسها الإتهامات الموجهة إليها وإن كانت تضم أطيافا لهم توجهات عقدية مختلفة، ولذلك رفعت في آخر مسيرةلها قبل حلول شهر رمضان لافتة كتب عليها «حركة 20 فبراير تتمنى لكم رمضان كريم» لكن دون أن تتخلى عن مطالبها الرئيسية وهي اسقاط الإستبداد ومحاربة الفساد وأيضا «تحرير الإعلام واطلاق الأسير، وتخفيض الأسعار»، تلك مطالب ظلت حاضرة في مسيرات رمضان بعد أن قرر شباب 20 فبراير أن لا يصوموا عن الإحتجاج.
أوسي موح لحسن
مؤطر:
* مبررات التظاهر الموزعة على ساكنة الأحياء الشعبية بعنوان: علاش غنخرجوا نتظاهرو نهار 20 مارس؟
. حيت مكيناش الخدمة، فهاد البلاد كلشي بطالي:اللي عندوا الدبلوم والي ماعندوش
. حيت اللي خدامين كيعصروهم 12 لساعة فنهار بجوج دريال
. حيت مكاينش التعويض على البطالة(الشوماج) كيما في الدول الديمقراطية
. حيت ولا السبطار والمدرسة بالفلوس وخا الناس كيخلصوا الضرائب
. حيت الرشوة والمحسوبية شدا من المقدم والشاوش حتا لفوق
. حيت باعوا 3500 كلم ديال البحر، اتصالات المغرب، الأراضي الفلاحية المزيانة، لعيون ديال الما... اوما تشاوروا مع حتى واحد...أو مازال البيع جاي جاي
. حيت شعلو العافية في السكنى أفوق هدالشي كيهدموا على الناس لبرارك
. حيت ديما كينا الزيادة فالأسعار والخلصة ديما هيا هيا
. حيت كنخلصو أغايخلصو أولادنا كريديات ماشدينهاش
. حيت لفلوس والملك العام كيتسرق أكيسيفطوه للأبناك فبرا
. حيت بزاف ديال المناضلين مشدودين فلحبسات، لحقاش كيدافعوا باش يكون مغرب زوين
. حيت اللي غوت على حقوا ولا بيدير جمعية... كيتعصا أكيتقمع
. حيت كينا الحكرة والظلم أمكنقدوش نقولو اللي بغينا
. حيت القضاء ديال اللي عندو الفلوس أباك صاحبي
. بغينا اللي يحكم يتحاسب و ما يفلتش من العقاب
. بغينا دستور ديمقراطي ديال الشعب
. حيت كنبغيو هد البلاد
. أباغيين الأجيال الي جاية تعيش بخير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.