من قال إن السينما والإبداع التلفزيوني لا يدر ميزانيات ضخمة ولا يضخ مبالغ مالية مهمة في خزينة الدولة وبالعملة الصعبة؟ الذي يشك في هذا الأمر ويركب على موجة انتقاد السينما والإبداع فقط من أجل الانتقاد، ما عليه سوى أن يلقي نظرة على الأرقام التي أعلن عنها المركز السينمائي المغربي في بلاغ مقتضب له بهذا الخصوص، والبقية تأتي… المركز السينمائي المغرب في بلاغ ، يبدو أنه لم ينتبه إلى أهميته ومحتواه أحد، أكد أن المغرب استقطب حتى نهاية شهر يونيو الماضي استثمارات سينمائية أجنبية بقيمة 502222205 مليون درهم أي ما يعادل 61 مليون دولار أمريكي. وهو ما يشكل زيادة بنسبة 150% مقارنة مع سنة 2013 التي وصل حجم الاستثمارات الأجنبية في السينما بالمغرب 24 مليون دولار. فيلم "بابل" من أشهر الأفلام التي صورت في المغرب وفي تفاصيل هذه الميزانية المهمة بالنسبة لاقتصاد المغرب، فقد عرفت مختلف استودويوهات المغرب ومناطق تصويره استقطاب 22 عملا سينمائيا وتلفزيونيا أجنبيا ضخما توزعت بين الإنتاجات الأمريكية التي بلغ عددها 9إنتاجات، مقابل 4 إنتاجات فرنسية ، و 3 انجليزية، و إنتاج واحد كندي ، وواحد بلجيكي وهندي إضافة إلى انتاج مشترك إيطالي أمريكي. و في قراءة لهذه الأرقام وهذه الميزانيات الضخمة التي أغنت خزانة الدولة من العملة الصعبة، يمكن اعتبار الجانب الإبداعي السينمائي منه والتلفزويني وغيره واحدا من القطاعات التي تدر مداخيل مهمة تجعل من المغرب وجهة لكبار المنتجين العالميين لإنتاج أعمالهم. وربما أن هذا التوجه يعكس بجلاء القيمة اللامادية التي جاءت في خطاب جلالة الملك والتي اعتبر فيها العاهل المغربي على أن ثمة سبل أخرى غير مادية لتحقيق الرخاء الاقتصادي. "ألكسندر الأكبر" الكبيران جولي وفاريل أيضا صورا في المغرب ويأتي إقبال المنتجين العالميين على المغرب وعلى رهانهم عليه، بحكم توفر عامل الاستقرار الذي ينعم به المغرب بخلاف بعض الدول العربية التي كانت وجهات مفضلة. إضافة إلى عامل الاستقرار، يلعب العامل البشري في جذب الاستثمارات السينمائية دورا أساسيا وذلك بالنظر إلى الخبرات والكفاءات المغربية التي تعمل في الميدان السينمائي ك كومباراسات لقوا الاعتراف من كبار المخرجين العالميين. و تأتي مدينة ورزازات على رأس المدن المغربية التي تستقطب سنويا كبريات الإنتاجات وذلك لما توفره من أماكن فضائية للتصوير إصافة إلى مدن طنجة ومراكش والدرالبيضاء والرباط ومدينة العيون.