أبشري أمة الإسلام، هللي أمة العربان، أقيموا الاحتفالات في الساحات. اعقدوا التجمعات، وارفعوا سيوف الانتصار. جللوا الهامات بجريد النخل ووزعوا الحلويات والشربات في كل الساحات. إنتصرنا. سحقنا إسرائيل. هزمنا الجيش الذي لايقهر. "صافي، صافي، اسكت حتى كلمة صافي"، مثلما قالت أسماء المنور سالينا سالينا مثلما قال سعد المجرد قبل أن يغني "نتي باغية واحد". العرب والمسلمون انتقموا من إسرائيل أسوأ وأبشع وأفظع انتقام. فارسنا المغوار، ورمزنا الهمام المذيع المغربي – لابد من التنصيص على كلمة المغربي هنا لأنها تعني الفخر العظيم – عبد الصمد ناصر لقن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي درسا قاسيا لن ينساه. أفحمه فبقي مفحوما، متفحما مفحما فاحما. عبد الصمد قال لأفيخاي "إسرائيل تقتل الأطفال، وإسرائيل هي المخربة وليس حماس، وإسرائيل ترتكب جرائم إنسانية ضد الفلسطينيين". ثارت ثائرة العربان فرحا بهذا الإنجاز، وتبادلوا فيما بينهم عبر اليوتوب مئات بل آلاف المرات شريط عبد الصمد ناصر وهو يدك حصون أفيخاي أدرعي دكا. الله أكبر ولله الحمد، والعزة للعرب والمسلمين. الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. وماذا بعد؟ لاشيء. في الوقت الذي كان فيه العربان يتبادلون فيما بينهم التهاني على دك ناصر لأفيخاي دكا، كانت إسرائيل تعلن أنها قتلت ثلاثين فلسطينيا إضافيا، وكانت تؤكد أنها ستواصل المهمة، وكانت الأممالمتحدة تطالب الطرفين بالتزام الهدوء، وكان الأمريكان يقولون لحماس "أطلقي فورا سراح الجندي المخطوف"، وكانت الدول الأوربية تندد بالاستعمال المتبادل للعنف واستهداف المدنيين. مادامت هاته الأمة تتفرج في الجزيرة، فلاخير يرجى منها. ألسنا من قالوا إن منتخب الجزائر أعلى شأن العروبة والإسلام في المونديال الأخير؟ بلى، نحن قائلو هذا الكلام، لذلك لا استغراب من فرحنا بهكذا انتصارات، فنحن قوم تعودنا الهزيمة، ولا أمل في الشفاء… زاوية تقترفها : سليمة العلوي