انتهز عشاق نادي برشلونة الإسباني الفرحة الطاغية والسعادة الغامرة التي بدت على وجوههم عقب الفوز الماراثوني والمثير لكتيبة المدرب الأرجنتيني خيرارد تاتا مارتينو على نادي العاصمة الإسبانية مساء الأحد في قمة الجولة التاسعة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم ليشرعوا في حملة ساخرة من مشجعي ومناصري الفريق الملكي بسبب تغريدة أطلقها الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر". وكتب أفيخاي أدرعي في تغريدة قصيرة عقب هزيمة "البلانكو" في الكلاسيكو :"سنرفع رؤوسنا عالياً... نحن مشجعو ريال مدريد. فشلنا اليوم في الفوز لكن الأمل مازال يقودنا وأمامنا من المباريات وسننجح إن شاء الله". وبدأ مشجعو برشلونة في إعادة تغريد ما قاله أدرعي للتأكيد على أن الإسرائيليين يساندون النادي الملكي ويشجعونه بحماسة منقطعة النظر على الرغم من استمرار الصراع العربي-الإسرائيلي الذي لم يُحسم بعد بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وأصر بعض أنصار النادي الكاتالوني العرب على مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية على التنويه مراراً وتكراراً لتغريدة أفيخاي أدرعي من أجل توصيل رسالة مفادها أن الإسرائيليين هم الفئة التي تقف خلف نادي العاصمة الإسبانية معتبرين في الوقت ذاته أنه من الطبيعي ولا غرابة ولا حرج في ذلك بالنظر إلى زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى قلعة سانتياغو برنابيو والتقائه برئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز بالإضافة إلى مصافحته اللاعبين في مقدمتهم القائد إيكر كاسياس وزميله البرتغالي كريستيانو رونالدو ومواطنه المدرب جوزيه مورينيو. في الجهة المقابلة، استغرب أنصار ريال مدريد تغريدة "أدرعي" وبدت الدهشة والاستغراب ظاهرة على انطباعاتهم وكتاباتهم على موقع "تويتر" عندما علموا أن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي هو أحد مشجعي نادي القرن بل ويطالب أنصار الفريق الأبيض بالوقوف خلف اللاعبين ومساندتهم من أجل الخروج من المحنة الحالية عقب خسارة الكلاسيكو واحتدام المنافسة من جديد على لقب الدوري الإسباني فيما رأى فريق معارض أن تشجيعه لريال مدريد يُعد رأياً شخصياً فهو مواطن في نهاية المطاف يُحب أشياءً ويكره أخرى حتى لو كان يعمل في جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتعتبر هذه الحلقة استكمالاً للحرب الكلامية التي شهدتها مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية والمنتديات الرياضية في الموسم الماضي عندما أقدم نادي برشلونة بقيادة رئيسه أنذاك ساندرو روسيل على قبول طلب الجندي الإسرائيلي الذي كان مخطوفاً لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وأطلق سراحه لاحقاً في صفقة تبادل أسرى بين الجانبين من أجل حضور مباراة الكلاسيكو بين الفريقين على ملعب كامب نو والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما في لقاء تألق خلاله النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو. وتصاعدت وقتها الانتقادات والضغوطات من كل حدب وصوب - خاصة أنصار ريال مدريد- على مشجعي برشلونة العرب معتبرين في الوقت ذاته أن مواصلة تشجيع "البلوغرانا" على الرغم من كل ما حدث هو إهانة بالغة للشعب الفلسطيني وتضحياته التي قدمها في سبيل نيل حريته وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. يذكر أن برشلونة انتزع فوزاً غالياً وثميناً من قلب ملعب سانتياغو برنابيو في مباراة تألق فيها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وسجل خلالها ثلاثية نادرة وضعته هدافاً تاريخياً لمباريات الكلاسيكو متفوقاً بثلاثة أهداف دفعة واحدة بعدما كان متساوياً مع رقم الأسطورة الأسبق ألفريدو دي ستيفانو. وبفوزه في البرنابيو، أسدى الفريق الكاتالوني هدية لا يُمكن رفضها لكتيبة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني حيث وضعتهم خسارة ريال مدريد على عرش صدارة الدوري الإسباني - على الرغم من تساوي قطبيّ مدريد في النقاط - بسبب فارق المواجهات المباشرة حيث تفوق رفاق المهاجم دييغو كوستا في مباراة البرنابيو ذهاباً وساد التعادل الإيجابي في لقاء فيثنتي كالديرون إياباً.