كان الجمهور الصويري المهووس حد الجنون بأب الفنون , مع المسرحية الكوميدية التحسيسية بآفة حرب الطرق , مسرحية " السلامة وستر مولانا " من تأليف الممثل والفنان المقتدر أنور الجندي , والذي يشخص أدوارها ثلة من أجود وألمع الممثلات والممثلين المغاربة . فرقة مسرح فنون أمتعت الجمهور الذي امتلأت به قاعة دار الشباب بالصويرة , في لحظات باذخة امتزج فيها الكوميدي بالتحسيسي بقضية حرب الطرق وما تخلفه من ضحايا وعاهات مستديمة , وعن جوانب أخرى من المسرحية , يدور هذا الحوار مع مؤلف " السلامة وستر مولانا " الفنان أنور الجندي . التقاه ل"أحداث.أنفو" : محمد معتصم 1 في أي اطار تندرج مسرحية " السلامة وستر مولانا "؟ مسرحية " السلامة وستر مولانا " تدخل في اطار الحملة التي سنتها وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك , وبدعم من اللجنة الوطنية للوقاية من حواث السير , حيث أن الوزارة واللجنة أخذت كل واحدة على عاتقها رسالة تتمثل في توعية الجمهور , وكل الشرائح المجتمعية بآفة حرب الطرق, والتحسيس بمدى أهمية السلامة الطرقية عبر الفن, بحيث هذه السنة قررت اللجنة الوطنية بأن تقدم عملين , أحدهما لفئة الأطفال , والثاني لفئة الراشدين , وكان من حظ الفرقة أن فازت بأحد العملين , ولو أنني أرفض المناقصة في الفن , لأنها لا تخدم القضية الفنية عموما . طاقم الشركة وطاقم الجمعية في مسرح فنون , كلفتهم بهذه العملية , وكونوا ملفا جميلا , الثلاثي الفنانة وفاء المسعودي , وعبد العالي المبارك وابراهيم الجندي , والجانب الفني تكلفت به شخصيا بمعية هاجر الجندي , حيث تم اختيار خيرة الممثلين المغاربة , الحاج مصطفى الداسوكين, نعيمة الياس , حسن ميكيات , نجاة الخطيب, جمال بنشيبة , عثمان هشام , بالإضافة الى ضيفة الشرف الفنانة والنجمة والفاعلة الجمعوية أمال التمار, وأنيطت مهمة الاخراج للأستاذ الكبير والناقد المتميز عبد المجيد فنيش. 2 ما ذا بعد احرازكم على هذا العمل ؟ منحنا هذا العمل متعة وحميمية التواصل مع جمهور , كنا نتوق اليه , مع مدن لطالما شدنا الحنين الى زيارتها , ومد جسور التواصل مع جمهورها , وأذكر هنا مدينة الصويرة الغراء , مدينة الصويرة الفيحاء , مدينة الصويرة التاريخ , مدينة الصويرة السياح , والرياح والجمال , والعلم والثقافة والفنون , والصناعة التقليدية والبحر , الصويرة ذات التاريخ المجيد . اليوم نحط الرحال بالصويرة لنلتقي بجمهورها العاشق بمسرحية " السلامة وستر مولانا " وكما تلاحظون , قاعة دار الشباب مملوءة عن أخرها , لقد سعدت كثيرا عندما زرت مدينة أزيلال ووجدت بها دارا للثقافة رائعة , وبني ملال تحفة معمارية جميلة , وعدد أخر من المدن , وهنا مدينة الصويرة في حاجة الى قاعة ترقى الى مستوى وثقافة وتعطش شباب المدينة لما هو فعل ثقافي , المسرح , السينما , الشعر , الزجل … أملنا كبير في المسؤولين لمثل هكذا بنايات في المستوى , وفي مستوى المدينة , وهذا يعني لنا متنفسا كفنانين , ومتنفسا أيضا للساكنة .
3 ماذا عن المسرحية . نعم , حاولت جهد الامكان في تأليفها, وسميتها " السلامة وستر مولانا " وكما تلاحظ وتستنتج أن جل مسرحياتي تحمل عنوانا عبارة عن مثل مغربي أصيل " الله يطعمنا حلال " و " الصراحة راحة " …. , والعمل اليوم يعني عملا تحسيسيا بدون ممارسة الأستاذية , وبدون توجيه النصح المباشر الذي قد يجعل الجمهور , والمتلقي ينفر من المسرحية , لقد حاولنا أن نغلف المسرحية بمشاهد مرحة , وكوميديا, لنمرر الخطاب الذي نريد تبليغه للجمهور . 4 هناك عدة جولات للفرقة بالمغرب وخارجه . هناك بالفعل رحلات أخرى الى مدن : مراكش , قلعة السراغنة , سيدي رحال , ومباشرة مع الأيام الأولى من شهر رمضان , سنزور الأقاليم الجنوبية , بدء بكلميم , وطانطان , العيون , بوجدور , تم ورزازات , الراشيدية , تنغير , حوالي 50 جولة , وعرضا مسرحيا, كما سنقوم بعدة عروض خارج المغرب, بفرنسا , اسبانيا , امريكا وكندا, وبعدئذ بلجيكا وهولاندا . 5 كلمة أخيرة . ما أرجوه , هو أن نكون عند حسن ظن الجميع , ونكون أكفاء لهذه المهمة المقدسة , نحاول الحد من سفك الدماء وحرب الطرق, اننا نحمل رسالة مقدسة , بالفن يمكن أن نبلغ أشياء مهمة توعوية للجمهور , والى المجتمع الذي نحبه , نعشقه ونهواه , الى هذا الوطن الذي نريد له دائما التألق .