لقيت مسرحية "بنت الشعب 2"، آخر أعمال فرقة "مسرح فنون" أمس الجمعة ببرشلونة، (شمال-شرق اسبانيا) نجاحا باهرا لدى الجالية المغربية المقيمة بهذه المدنية الكطالانية. وتقوم الفرقة المغربية منذ 25 ماي الماضي بجولة في اسبانيا، بدعم من الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج وقنصليات المغرب بهذا البلد. وتوافد لمشاهدة فصول هذه المسرحية أزيد من 600 مواطن مغربي، الذين غصت بهم جنبات مسرح ثوريجا دي بدالونا، بضواحي مدينة برشلونة، لصلة الرحم واستحضار ثقافة بلدهم الاصلي. وفي جو طبعته الاحتفالية تفاعل الجمهور الحاضر، الذي صفق كثيرا لهذا العمل المسرحي، مع الأداء المتميز لعناصر هذه الفرقة المسرحية. كما أشاد عدد من أعضاء الجالية المغربية، بهذه المناسبة، بمبادرة "مسرح الفنون" التي تشكل في نظرهم فرصة للمواطنين المغاربة لمتابعة عن كثب ما تشهده المملكة من تطور في مختلف مجالات الإبداع الفني وتعزيز الروابط مع بلدهم الأصلي. وتميز هذا العرض المسرحي، الذي قام بتأليفه أنور الجندي وأخرجته هاجر الجندي، بحضور ممثلين عن القنصلية العامة للمملكة ببرشلونة وعدد من المستشارين ببلدية بدالونا بالاضافة الى عدد من الفاعلين الجمعويين المغاربة. يذكر أنه سبق لهذه الفرقة المسرحية أن قدمت عملها بعدد من المدن بجنوب اسبانيا، كما ستحل بالعاصمة مدريد، قبل أن تشد الرحال إلى فرنسا وبلجيكا. ويشارك في تشخيص هذا العمل عدد من الفنانين المرموقين أمثال أحمد الناجي ومصطفى تاه تاه وفاطمة بنمزيان ونجاة الخطيب وحسن ميكيات وكمال كظيمي وجمال بن شيبة وعثمان هشام. وتشتمل المسرحية على أربعة فصول تمت صياغتها في قالب كوميدي تخللته مشاهد درامية مع بعض المقطوعات الغنائية الشعبية ذات الطابع النقدي. وتناول موضوع العرض قصة عاطفية بين شابين "سعاد" و"فؤاد"، عاطلين عن العمل رغم حصولهما على شواهد، دفعتهما الحياة إلى الاكتفاء بمزاولة بعض الأعمال الهامشية في انتظار تحسن أحوالهما والدخول في علاقة زواج. فبينما اشتغل "فؤاد" بائعا متجولا، اشتغلت في دور "سعاد" خادمة بيت لدى الحاجة "فضيلة" من كبار أغنياء البلد. وستؤدي وفاة هذه الأخيرة التي أوصت بجل ما تملكه من عقارات وأرصدة بنكية للخادمة سعاد "بنت الشعب"، إلى وقوع تحول مفاجئ في الوسط المحيط بالخادمة. كما تظهر خلال فصول العرض شخوص تسعى للاستفادة سواء من الوضع الهامشي لسعاد أو وضعها الجديد كوارثة للمرحومة "فضيلة".