منعت قوات الأمن المسيرة التي دعت إليها أحزاب وجمعيات وطنية، الجمعة، تعبيرا عن تعاطف الجزائريين مع غزة في ما تتعرض له من عدوان. وقد شكل ذلك مفاجأة لآلاف المتظاهرين الذين غصت بهم ساحة أول ماي بالعاصمة، بعد أن ظنوا أن المسيرة مرخص لها. ما خلق حالة من الغضب الشديد والتدافع كادت في كثير من الأحيان أن تتحول إلى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. عقب انتهاء صلاة الجمعة بمساجد الجزائر الوسطى، تقاطر آلاف المصلين من مداخل متعددة إلى ساحة أول ماي استجابة لدعوة المسيرة تضامنا مع مأساة قطاع غزة، ظنا منهم أن الطريق سيكون مفتوحا أمامهم للوصول إلى ساحة الشهداء كما قرر ذلك المنظمون. لكن الصدمة كانت كبيرة لدى الجموع الغفيرة التي اكتظت بها ساحة أول ماي، لما رأوا قوات الأمن تشكل حاجزا من مئات الأعوان وتسد الطريق بالشاحنات المعتادة في أحداث قمع الشغب. إغلاق عناصر الشرطة لمدخل شارع حسيبة بن بوعلي المؤدي إلى ساحة الشهداء، استفز المتظاهرين الذين قدر البعض عددهم بين 3 و4 آلاف، فأطلقوا هتافات مناوئة لهذا القرار، ثم تدافعوا نحو شاحنات الشرطة في محاولة لإفساح الطريق أمامهم.. ورغم ذلك كان مشهد التدافع ما يلبث أن يهدأ حتى يتكرر من جديد بين متظاهرين يصيحون واش تديرو بينا أدونا لفلسطين نحاربو الصهاينة . على أطراف تجمع ساحة أول ماي، كان النقاش محتدما بين الحاضرين. أحد المتظاهرين استغرب قرار المنع متسائلا ما الذي كان سيجري لو تركونا نذهب إلى ساحة الشهداء؟ .. ليرد عليه آخر: يا ألله حتى في شيكاغو التي تغص باليهود خرج 200 ألف يعبرون عن تضامنهم مع غزة وفي الجزائر نُمنع من ذلك. في هذه اللحظة، امتطى شاب أحد أعمدة ساحة أول ماي وقام بحرق العلم الإسرائيلي، لتنطلق صيحات التكبير والتهليل تخالطها تصفيقات وهتافات تصيح فلسطين الشهداء .. يا فلسطيني دمك دمي دينك ديني . يا للعار يا للعار باعوا غزة بالدولار . و قد شوهد بين الحضور كل من المجاهدة جميلة بوحيرد، جيلالي سفيان، الصادق بوقطاية، نور الدين بحبوح،، فيما لم يستطع علي بلحاج الوصول إلى ساحة أول ماي.