غابت مظاهر العنف والمواجهة بين المتظاهرين المطالبين بتغيير النظام الجزائري، وقوات الأمن، رغم تطويق قوات مكافحة الشغب لمداخل ومخارج ساحة أول ماي بالعاصمة الجزائر ، وعزلها عن باقي الشوارع الرابطة بينها وبين باقي ساحات العاصمة، فضلا عن انتشارها بجميع الأحياء المحاذية لساحة أول ماي، على غرار شارع محمد بلوزداد، سيدي أمحمد، ميسوني، حسيبة بن بوعلي.وأهم ما ميز المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، هو درجة الحس بالتعبير السلمي الذي أظهره المشاركون فيها، حيث ورغم محاولات بعض الأطراف التشويش على المتظاهرين وإخراج المسيرة عن إطارها السلمي والطبيعي،... إلا أن رزانة القائمين على تنظيمها من أعضاء التنسيقية حالت دون ذلك، حيث ردت على هذه المحاولات بهدوء وصفه أحد المشاركين بالتاريخي، حيث اكتفوا برفع شعارات وهتافات تدعو إلى "تغيير النظام"، "لاعزة ولا كرامة".كما سجل شعار الثورتين المصرية والتونسية "الشعب يريد إسقاط النظام" حضورا قويا على ألسنة المتظاهرين، كما طالب هؤلاء ب"التغيير والديمقراطية"، والرفع الفوري والفعلي لحالة الطوارئ وإطلاق سراح الموقوفين في الأحداث الأخيرة وتحرير المجالين السياسي والإعلامي إلى جانب المطالبة بجزائر ديمقراطية واجتماعية. وشهدت ساحة اول ماي حضورا كبيرا للمواطنين قدره شهود عيان، بألفي شخص، من متظاهرين استجابوا لدعوة التنسيقية الوطنية من اجل التغيير والديمقراطية، وفضوليين أرادوا استطلاع ما يجري فاق عددهم بكثير عدد المتظاهرين، بالإضافة إلى الحضور المكثف لوسائل الإعلام الأجنبية التي كانت حاضرة بعين المكان منذ الساعات الأولى من نهار أمس. وعرفت المسيرة أخذا وردا بين الطرفين، دون تسجيل أي مواجهات، لأكثر من 4 أو 5 ساعات كاملة، تخللتها محاولات عديدة للإفلات من بين أيدي وعناصر مكافحة الشغب، للسير نحو ساحة الشهداء مرورا بشارع حسيبة، ثم تلتها محاولات أخرى عبر شارع محمد بلوزداد مرورا بموقف حافلات لنقل المسافرين، لكن الطوق الأمني الذي فرضته قوات مكافحة الشغب أفشل جميع المحاولات في نهاية المطاف، كما لوحظت حالات واسعة من التوقيف ضد المتظاهرين من قبل مصالح الأمن، قبل إعادة إطلاق سراحهم، كما أوقفت مصالح الأمن مصورا هاويا غير حائز على ترخيص بالعمل. وقد منعت قوات الأمن التي كانت متقوقعة منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس بساحة أول ماي والشوارع المجاورة لها، جميع محاولات المشاركين في المسيرة، الذين يصعب التمييز بينهم وبين الفضوليين، والشباب المنددين بالأشخاص المطالبين بإسقاط النظام، والذين أطلقوا شعارات موالية للسلطة ومساندة للرئيس بوتفليقة، منها "1 . 2 . 3 تحيا الجزائر"، و"بوتفليقة ليس مبارك"، "الجزائر ليست تونس أو مصر"، وفي حدود الساعة منتصف النهار بدأ المتظاهرون يتفرقون في هدوء، بينما واصل العشرات منهم التظاهر إلى ما بعد الزوال.// عن جريدة الشروق الجزائرية