قامت القناة الثانية بعرض فيلم «زينب..زهرة أغمات» للمخرجة فريدة بورقية. ويستعرض الفيلم محطات أساسية من قصة زينب النفزاوية، زوجة الأمير المرابطي، يوسف بن تاشفين، الذي يوجد ضريحه في مراكش. وتقمصت شخصية زينب النفزاوية الممثلة فاطم العياشي حيث جسدت ماقامت به هذه المرأة من دور هام في أعلى هرم السلطة، إبان مرحلة دقيقة من توطيد أركان الدولة المرابطية، ومسارها الشاق من أجل توحيد المغرب، وربط شماله بجنوبه. وزينب بنت إسحاق النفزاوية، كما يحكى عنها في كتب التاريخ، من شهيرات النساء في المغرب. قال ابن خلدون: «كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة». وهي من قبيلة نفزة الأمازيغية. تزوجت وانتقلت إلى أغمات، وطلقت، فتزوجها يوسف بن تاشفين اللمتوني سنة 454 ه، تلقب بزوجة الملوك، كانت في ما سبق زوجة لأحد حكام أغمات الذين يختارون سنويا، ثم أصبحت من بعده زوجة لأمير أغمات لقوط بن يوسف، ويقال إنها تزوجت بالأمير أبي بكر بن عمر فشرع في تشييد مراكش لتقيم بها، وبعد أن طلقها، تزوجها يوسف بن تاشفين الذي يعتبر المؤسس الفعلي لمدينة مراكش. وهكذا فإن زينب النفزاوية كانت وراء تحفيز بناء المدينة سواء عند وضع أسسها الأولى في عام 461ه أو استكمالها بدءا من عام 463ه على يدي زوجها الجديد يوسف بن تاشفين. وحسب روايات المؤرخين فإن هذه السيدة كانت امرأة طموحا ذات رأي وحزم لا ترضى من الرجال إلا بذوي الهمم من الملوك وكان يقال لها الساحرة أو الكاهنة. بقي أن نشير إلى أن فيلم «زينب..زهرة أغمات» (89 دقيقة) إنتاج مغربي، تم إعداده تقنيا في مختبرات المركز السينمائي المغربي، وهو عن سيناريو لمحمد منصف القادري ، وشارك في تشخيص أدواره أمينة رشيد وبنعيسى الجيراري ومحمد خيي وعبد السلام بوحسيني وفريد الركراكي. ورغم تواضع مستوى الفيلم تقنيا إلا أن مجرد الالتفات لهذه الصفحة المجيدة من تاريخ المغرب يشفع لكثير من هفواته في العبور