في الدردشة التالية مع موقع "أحداث.أنفو" تتحدث المثلة المغربية فاطمة الزهراء لناصر عن سلسلة "مرا وكادة" وعن مسارها الفني وعن كثير أمور نكتشفها في التالي من الأسطر * كيف كانت أصداء سلسلة "مرا وكادة"، التي تشاركين فيها طيلة عرضها خلال هذا الموسم الرمضاني؟ **جيدة للغاية. وأقول هذا بناء على ما تلقيته من تجاوب جميل عند الجمهور.. والتعليقات التي أتلقاها بشكل مباشر من المشاهد في الشارع. فبعيدا عن مجاملة الأصدقاء والمعارف والزملاء في المجال، الذين قد يتفادون قول الصراحة وملاحظاتهم انطلاقا من أنهم يعرفون المجهودات التي أقوم بها وجديتي في العمل وأسلوبي في الاشتغال على الشخصيات، وبالتالي لا يرغبون في تقديم النقد احتراما لهذه الاعتبارات.. فإن المشاهد هو أكثر صدقا في التعبير عن رأيه بصراحة ودون مجاملة. وقد لمست استحسانا كبيرا من قبل الجمهور، الذي يلقاني ولا يفوت الفرصة دون التنويه بالسلسلة. بل إنه ومنذ انطلاق بث السلسلة مع فاتح رمضان، أصبح لي لقب جديد هو "امرا وكادة" ، وحيثما كنت تتم مناداتي به. وهو ما أفرحني للغاية لأنه يعكس متابعة الجمهور للعمل. * ما يعني أنكم نجحتم في إيصال فكرة العمل، بل وأكثر مضمون والغاية من السلسلة إلى عموم المشاهدين؟ ** بطبيعة الحال، لقد وصل مضمون العمل والغاية منه. وأيضا، العنوان الذي ينهل من دارجتنا البليغة والجميلة، كان اختياره في منتهى الذكاء والصواب.. وهو ما منح العمل قوته وميزته، التي جذبت إليه الجمهور. فبشكل غير مسبوق، تم تناول مهن عادية، بسيطة، هي مهن نعرفها لكن من منظور جديد يتصل بممارسة المرأة لها. * هل فاطمة الزهراء بناصر "نسائية"، أو على الأقل لنقل هل تجارين من خلال الأدوار التي تقدمينها الخطاب الرائج حاليا حول ضرورة تحسين صورة المرأة في الإعلام السمعي البصري، وبشكل خاص من خلال الدراما المقدمة في التلفزيون؟ **قطعا لا.. لا هذا ولاذاك. ثم، أنا لست ممن يركب الموجة أو ينخرط في خطابات مناسباتية .. أنا فنانة قبل كل شيء. أقدم ما أقتنع به وما أعتبره صالحا لأن يقدم للمشاهد.. * لكن الملاحظ، في برمجة رمضان الحالي، وجود وعي بالاهتمام بصورة المرأة وتجويد حضورها في الدراما.. ** هذا صحيح. هناك تنوع كبير في الأعمال، التي تتمحور غالبها حول المرأة. وهو التنوع، الذي يعكس حضورا قويا للمرأة في ما يتم تقديمه. لكن هذا لا يعني أن هذا الوعي بأهمية دور المرأة أو الاهتمام بصورتها في الدراما هو جديد.. برأيي، الفن يكون في خدمة المرأة والرجل والطفل وكافة مكونات وشرائح المجتمع.. وهذا هو الفن الحقيقي. الفن الذي يرقى بالمجتمع وبأفراده ويجود الحياة ويطور الفرد ويغنيه.. وبالرجوع إلى ما يعرض حاليا من أعمال درامية، تصب كلها في خدمة المرأة والرجل على حد سواء. وإذا كانت الأعمال تتمحور حول المرأة بشكل كبير، فهو رد اعتبار للمرأة المغربية، جندية الخفاء ومحاربة الظل كما نعرفها جميعا ونشهد لها بذلك. وهذا تحديدا ما جذبني لسلسلة "مرا وكادة".. وجعلني أوافق على الاشتراك فيها. *فاطمة الزهراء بناصر هي ذات شخصية وحضور قويين، وهذا ما تعكسه الأدوار التي تقدمينها، فهل هي عن اختيار متعمد أم تأتي بتلقائية؟ **في واقع الأمر، أحب كثيرا، بل أحرص على تجسيد الجانب القوي في شخصية المرأة. أميل إلى تقديم ملمح القوة في هذا الكائن الحساس. لكن، هذا لا يعني أني أتعمد وعن قصد اختيار دور المرأة القوية فقط. وهي محض صدفة أن تكون أدواري تنضح بالقوة وتتبدى فيها جليا . فبكل صدق، هذا غير ممكن عمليا، بالنظر إلى أننا كفنانين لا نتلقى عروضا كثيرة كي يتسنى لنا الاختيار بينها والمفاضلة بين هذه الأعمال والأدوار المقترحة علينا.. لا نملك هامش وفرصة الاختيار في ظل قلة العروض. وما يقترح علينا نقبل به بشروط بطبيعة الحال وفي مقدمتها أن يلائم قناعاتنا ومبادءنا في العمل. ومع ذلك، لا بد من الإقرار، أن مقومات شخصياتي الحقيقية تعكس القوة كسمة جلية تلفت انتباه المخرجين، الذين يختارونني لتقديم شخصية المرأة القوية. * المهن، التي قدمتها في سلسلة "مرا وكادة"، كانت من اختيارك أم من اختيار مخرج العمل؟ ** من اختيار المخرج، الذي عمد إلى تقسيم الأدوار، ومن خلال المهن، علينا نحن الممثلات المشاركات في السلسلة. وهي الأدوار، التي تطلبت منا الكثير من الجهد والعناء والاشتغال على الذات لتقمصها، بالنظر إلى خصوصيات هذه المهن وتنوعها. * تطلين على الجمهور من خلال مجموعة من الأعمال المتنوعة. ألا تخشين على صورتك من هذا الظهور المكثف في ظرف زمني وجيز؟ إطلاقا. وهي محض صدفة أن تعرض مجموعة من الأعمال، التي أشارك فيها في رمضان الحالي. فمثلا شريط "موجة قصيرة" كان من المفترض أن يعرض في رمضان الماضي وليس الموسم الحالي. وسلسلة "صدى الجدران"، لم نكن نعرف أنه ستتم الموافقة على عرضها في رمضان الحالي، وكنا نصور عمل "امرا وكادة"، حينما حصلت على الموافقة مما دفع بنا إلى الشروع في تصويرها، ولم ننه التصوير إلا يوم الجمعة الماضي فقط. وفي هذه السلسلة، سيكتشف المشاهد فاطمة الزهراء بنصار المغنية، وهي الموهبة الأصيلة في، فأنا طمحت لأن أكون مغنية وليس ممثلة، لكن الأقدار شاءت غير ذلك. ثم، في سلسلة "مرا وكادة"، الجمهور، يكتشفني في قالب كوميدي هو الذي اعتاد علي في أدوار جدية. وكوميديا الموقف تجربة جديدة علي. فهذا الجنس الدرامي، طالما راوغته وتحاشيته لصعوبته ولخوفي من عدم القدرة على إتقانه .. إذن، هو حضور متنوع ومتوازن وجاد، وبالتالي لن يضر بصورتي. أيضا، أحظى بثقة الجمهور، وباحترامه، الذي يقدر تفاني وجديتي في العمل. لا أقول هذا تفاخرا، بل هي الحقيقة، وكل من يعرفني عن قرب واشتغلت معه يدرك مقدار جديتي في العمل. أنا أشتغل بكل رقي وبهدوء ودون تسرع. وهذا تحديدا ما يجلب لي احترام الجمهور. *تحلمين بتجسيد دور "شيخة" كيف تتصورين الإضافة النوعية، التي يمكنك تقديمها لهذه الشخصية، التي تم تقديمها سينمائيا وتلفزيا؟ ** هو حلمي المستحيل لربما. لأن "الشيخة"، التي هي في خاطري، لا تزال صعبة التمثل واقعيا، ليس في الواقع المعيش، ولكن في التمثيل. إنها شخصية مستلهمة من نماذج شيخات من طراز كبير من قبيل فاطنة بنت الحسين والحمونية وغيرهن.. وهؤلاء تحديدا من يحمسنني لتقديم شخصية الشيخة.. هو دور يسكنني وكلما رأيته قريبا إلا وتباعدت المسافة بيني وبينه لأنه وجداني أكثر.. وهذا تحديدا وجه صعوبته. ينفلت من بين يدي ويسكن فكري. أنا أعشق العيطة بكل أنواعها، وذلك لأصولي العبدية نسبة لوالدتي، التي تمتلك صوتا رائعا وكانت تغني بالبيت وربتني وإخوتي على سماع كلاسيكيات الموسيقى المغربية كما العربية.. وهي من زرع في عشق العيطة.. فأنا أحلم بتقديم دور قوي لشخصية الشيخة، تلك الفنانة المبدعة القادرة على هز الوجدان وزعزعة العاطفة وتحريك سواكن الفؤاد بالكلمة البليغة والإيقاع الشجي.. أحلم بدور يعيد الاعتبار لهذه الفنانة الأصيلة بعيدا عن كل الميوعة، التي التصقت بها.