منذ سنوات قليلة، طفى إلى السطح مشكل «قناديل البحر»، التي تغزو الشواطئ المغربية كل صيف، خاصة تلك الموجودة على الواجهة المتوسطية، كغيرها من الشواطئ المتوسطية الأخرى، حيث تتخذ سلطات البلدان بالضفة المقابلة احتياطات كبيرة، وتعمل على توفير وسائل لمنعها من الوصول للشاطئ، مع وجود دائم لمسعفين متخصصين في علاج لسعات هذا الكائن البسيط، الذي أكدت آخر الدراسات أنه «خطير وقادر على القتل» بلسعاته تلك، مهما كانت بسيطة خاصة إذا تعرضت للإهمال. وغير بعيد، كانت سلطات سبتةالمحتلة، قد وضعت حاجزا لمنعها من الوصول للشاطئ حيث يسبح المواطنون، من خلال وضع شباك دقيق في أقصى نقطة مسموح بها السباحة. البروفيسور خامي سيمور، كبير الباحثين في معهد علوم الأحياء البحرية بأستراليا، أكد أن هاته الكائنات خطيرة، وقادرة على وضع حد لحياة الإنسان في ظرف ثلاث حتى أربع دقائق، إما عبر إغراقه بسبب الارتباك وقساوة اللدغات، أو عبر السكتة القلبية، وحتى بسبب تعفن وتسمم مكان اللسعة. إذ اعتبر خامي سيمور، عودة فتاة في العاشرة من عمرها، للحياة من جديد أنها مفأجاة، بعد قرابة ستة أسابيع، على لسعة قنديل بحري صغير، سبب لها صدمة والدخول في غيبوبة، إذ قال إنه «لم يتم لحد الساعة نجاة أي شخص، من حالة كلينيكية مماثلة». يأتي هذا في وقت بدأت بعض قناديل البحر، تظهر من جديد بالشواطئ الشمالية، حيث أكدت مصادر من بعض البحارة، أن شباكهم تعلق بسبب هذا الوجود المكثف لهذا الكائن، والذي بدأ يقترب من الشاطئ، مع بداية بزوغ الشمس، حيث يبحث عن مناطق الدفء، ويتوقع أن تزداد أعداده أكثر فأكثر بعد مرحلة الإنجاب، التي تتلو شهر أبريل، حسب مصدر علمي، كما أن التساقطات المطرية الكثيفة التي عرفتها المنطقة، ستدفع بهذا الكائن، للخروج للشواطئ كما كان في السنوات السابقة وهو ما قد يتسبب في مشاكل كبيرة للمصطافين، حيث أعلنت بعض المناطق بفرنسا وإسبانيا، مناطق سباحة خطر، حيث يجري البحث حاليا، عن طرق لمحاصرته، بدلا عن الشباك المعمول بها سابقا، والذي لم يكن ناجعا بنسبة كبيرة. مقابل ذلك، لم تول السلطات المغربية سابقا، أي اهتمام لهذا الموضوع، لا من حيث توفير وسائل لعرقلة قربه من الشاطئ، أو توفير مسعفين لإسعاف المصابين بلسعاته، خاصة في صفوف الأطفال الذين لا يستطيعون مقاومته أو الإفلات منه، بل لم تكن هناك أي حملة توعية، أو تحذير من مخاطره المحتملة. في وقت يصاب بتلك اللسعات العشرات يوميا، منهم كبار وصغار، وغالبا ما يتركونها كما هي، مما قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة قد تؤدي حتى الموت.