«نهاية العالم» تبدأ اليوم الأحد بالصراع على الكأس الذهبية، حيث ستكون أنظار العالم شاخصة الى ملعب «ماراكانا» الأسطوري في ريو دي جانيرو، حيث سيتواجه المنتخبان الألماني والأرجنتيني في موقعة الكبيرين على أرض «العمالقة» البرازيليين في المباراة النهائية لمونديال 2014 بقيادة الحكم الإيطالي ماركو ريتزولي. وتدين ألمانيا بوجودها في النهائي الثامن في تاريخها الى الأداء الجماعي الرائع لرجال المدرب يواكيم لوف الذين يأملون ان يجعلوا من «ناسيونال مانشافت» المنتخب الأول الذي يتوج باللقب العالمي في القارة الأميركية التي عجز أي من منتخبات القارة العجوز عن ان يعود من أراضيها بالكأس الغالية، حيث فازت الأوروغواي بالنسخة التي استضافتها عام 1930 ثم في نسخة 1950 على الأراضي البرازيلية، قبل ان تفوز البرازيل بنسخة 1962 في تشيلي و1970 في المكسيك ثم الأرجنتين على أرضها عام 1978 وفي المكسيك عام 1986. واستضافت الولاياتالمتحدة نسخة 1994 وتوجت البرازيل باللقب للمرة الرابعة في تاريخها. واللافت ان الأوروبيين لم يتوجوا باللقب سوى مرة واحدة خارج القارة العجوز وكانت في النسخة السابقة التي أحرزتها إسبانيا في جنوب أفريقيا، علما انها كانت المرة الثانية فقط التي تقام فيها البطولة خارج أوروبا أو أميركا، والأولى كانت عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وأحرزتها البرازيل. ويأمل الأرجنتينيون بقيادة المدرب الفذ اليخاندرو سابيلا والنجم الكبير ليونيل ميسي في تكريس العقدة الأوروبية بعيدا عن القارة العجوز وفي تحقيق ثأرهم من الألمان الذين توجوا بلقب 1990 على حسابهم بعد ان خسروا نهائي 1986 أمام دييغو مارادونا ورفاقه في «لا البيسيليستي» (2-3)، ثم خرجوا من النسختين الأخيرتين على يد «ناسيونال مانشافات» بالخسارة أمامه في ربع نهائي 2006 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وربع نهائي 2010 بنتيجة كاسحة 0-4. وسيكون تركيز المدرب لوف على إيقاف ميسي الذي سيشكل التهديد الأكبر للدفاع الألماني الذي قدم أداء صلبا في هذه النهائيات بمساندة مذهلة من حارسه مانويل نيوير الذي اهتزت شباكه 4 مرات فقط في 6 مباريات. ورأى لوف ان المواجهة بين منتخبه الأوروبي ونظيره الأميركي الجنوبي ستحمل نكهة مميزة، معتبرا ان بطل العالم لعامي 1978 و1986 والذي يخوض النهائي الخامس في تاريخه (خسر أمام الأوروغواي عام 1930 وفاز على هولندا عام 1978 إضافة الى النهائي ضد الألمان عامي 1986 و1990) يتميز بقوة دفاعه لأنه «منتخب متقارب الخطوط ومنظم وفي الهجوم يملكون لاعبين رائعين مثل ميسي و(غونزالو) هيغواين» اللذين سيحظيان بمساندة سيرخيو اغويرو الذي دخل كبديل أمام هولندا بعد تعافيه من إصابة في الدور الأول. ويأمل ميسي ان يتمكن من ان يقدم أداء افضل أمام الألمان الذين يملكون بدورهم لاعبين رائعين مثل توماس مولر الذي سجل 5 أهداف حتى الآن، وهو نفس العدد الذي سمح له بإحراز الكرة الذهبية في 2010، إضافة الى المتألق توني كروس. ويبقى معرفة المقاربة التي سيعتمدها سابيلا أمام الألمان خصوصا بعد التألق الدفاعي أمام هولندا، حيث نجح في شل اريين روبن وويسلي سنايدر وروبن فان بيرسي. واعتبر سابيلا ان ألمانيا تتمتع بأفضلية بدنية على منتخبه لأنها لم تخض التمديد أو ركلات الترجيح في مباراتها مع البرازيل، كما استفادت من يوم راحة إضافي.