يسدل الستار، غدا الأحد على أرضية ملعب "ماراكانا" الأسطوري في ريو دي جانيرو، على النسخة العشرين لكأس العالم في كرة القدم، التي تحتضن نهائياتها البرازيل من 12 يونيو الماضي إلى 13 يوليوز الجاري، إجراء اللقاء النهائي بين منتخبي الأرجنتينوألمانيا، حيث سيتم التعرف على من سيخلف منتخب إسبانيا (حامل لقب نسخة 2010 بجنوب إفريقيا) على عرش كرة القدم العالمية. ومنذ أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في مارس 2003 عن إقامة نهائيات كأس العالم 2014 في أمريكاالجنوبية للمرة الأولى منذ أن استضافت الأرجنتين العرس الكروي العالمي عام 1978 وتوجت بلقبه على حساب هولندا، حلم البرازيليون بإحراز اللقب على أرضهم وتعويض الخيبة التي تعرضوا لها عام 1950 حين خسروا النهائي أمام جارتهم الأوروغواي (1-2)، لكن حلم "أوريفيردي" بالتتويج السادس اصطدم بماكينة الألمان الذين نجحوا في أن يثأروا شر ثأر من البرازيليين بعد أن خسروا أمامهم نهاية 2002 (0-2)، وذلك باكتساحهم 7-1 في نصف النهاية. وتبخرت بالتالي أحلام 200 مليون برازيلي وملايين آخرين من عشاق "سيليساو" حول العالم بخوض النهائي الحلم في "ماراكانا"، وما يزيد من حسرة أصحاب الضيافة أن جيرانهم اللدودين سيخوضون النهاية في هذا المعقل الأسطوري بمواجهة المنتخب الألماني في مباراة تحمل نكهة ثأرية للأرجنتين التي احتاجت إلى ضربات الترجيح لكي تتخطى هولندا (0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي) في أول وصول لها إلى المربع الذهبي منذ 24 عاما وتحديدا منذ مونديال 1990 في إيطاليا حين خسرت أمام "ناسيونال مانشافات" بالذات بهدف سجله أندرياس بريميه من ضربة جزاء. وكان ذلك التتويج الثالث والأخير لمنتخب ألمانيا في العرس الكروي العالمي الذي اتبعته بتتويج آخر كان الأخير له في البطولات الرسمية وجاء في كأس أوروبا 1996 على حساب منتخب الدنمارك (2-1) بفضل هدفين من البديل أوليفر بيرهوف. وتدين ألمانيا بوجودها في اللقاء النهائي الثامن في تاريخها إلى الأداء الجماعي لرجال المدرب يواكيم لوف الذين يأملون أن يجعلوا من "ناسيونال مانشافت" المنتخب الأول الذي يتوج باللقب العالمي في القارة الأمريكية بعدما عجز أي من منتخبات القارة العجوز أن يعود من أراضيها بالكأس الغالية، حيث فازت الأوروغواي بالنسخة التي استضافتها عام 1930 ثم في نسخة 1950 على الأراضي البرازيلية، قبل أن تفوز البرازيل بنسخة 1962 في الشيلي و1970 في المكسيك ثم الأرجنتين على أرضها عام 1978 وفي المكسيك عام 1986. واستضافت الولاياتالمتحدة نسخة 1994 وتوجت البرازيل باللقب للمرة الرابعة في تاريخها. والملفت أن الأوروبيين لم يتوجوا باللقب سوى مرة واحدة خارج القارة العجوز وكانت في النسخة السابقة التي أحرزها منتخب إسبانيا في جنوب إفريقيا، علما بأنها كانت المرة الثانية فقط التي تقام فيها البطولة خارج أوروبا أو أمريكا، والأولى كانت عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وأحرزها منتخب البرازيل. ويأمل الأرجنتينيون بقيادة المدرب أليخاندرو سابيلا والنجم الكبير ليونيل ميسي في تكريس العقدة الأوروبية بعيدا عن القارة العجوز وإلى تحقيق ثأرهم من الألمان الذين توجوا بلقب 1990 على حسابهم بعد أن خسروا نهائي 1986 أمام دييغو مارادونا ورفاقه في "البيسيليستي" (2-3)، ثم خرجوا من النسختين الأخيرتين على يد "ناسيونال مانشافات" بالخسارة أمامه في ربع نهاية 2006 بالضربات الترجيحية بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وربع نهاية 2010 بنتيجة كاسحة 0-4. وسينصب تركيز المدرب لوف على الطريقة التي يمكن أن يوقف بها تحركات ميسي، الذي سيشكل التهديد الأكبر للدفاع الألماني الذي قدم أداء صلبا في هذه النهائيات بمساندة مذهلة من حارسه مانويل نوير الذي اهتزت شباكه أربع مرات فقط في ست مباريات. والمؤكد أن الأنظار ستكون موجهة نحو ميسي الفخور بمنتخب بلاده وبتأهله إلى المباراة النهائية، والذي يأمل في تقديم أداء أفضل أمام المنتخب الألماني الذي يملك بدوره لاعبين رائعين مثل توماس مولر الذي سجل خمسة أهداف حتى الآن، وهو نفس العدد الذي سمح له بإحراز الكرة الذهبية في 2010، إضافة إلى المتألق توني كروس. ويبقى معرفة المقاربة التي سيعتمدها سابيلا أمام المنتخب الألماني خصوصا بعد التألق الدفاعي أمام منتخب هولندا حيث نجح في شل حركة الثلاثي المزعج آريين روبن وويسلي سنايدر وروبن فان بيرسي. وفي معرض رده عن سؤال حول المباراة النهائية ومواجهة منتخب أذل منتخب البرازيل المضيف، قال سابيلا "هل تريدون ترهيبي. لدي تقدير كبير لمنتخبي ألمانياوالبرازيل على المستوى الرياضي. منتخب ألمانيا أظهر دائما أنه قوة بدنية وتكتيكية بلاعبين كانت لهم دائما لمسة أمريكية جنوبية مع غونتر نيتسر وأندرياس بريمه وبيرند شوستر وفولفانغ أوفيراث وفيليكس ماغاث ولوثار ماثيوس وفرانتس بكنباور وغيرهم". وأضاف "أنه بلد يعرف معنى العمل والتنظيم، ستكون مباراة صعبة والمنتخب الذي سيشغل المساحات أفضل سيفوز. لست بحاجة إلى خمسة مهاجمين، ولكن يجب الآن أن نرتاح ونرى ما سيحصل الأحد. لا يجب أن ننسى بأننا خضنا التمديد مرتين، فيما خاض منتخب ألمانيا مرة واحدة فقط في هذه البطولة، كما استفاد من يوم راحة إضافي كونه لعب الثلاثاء والأرجنتين الأربعاء".