الأحد 13 يوليوز ، بملعب ماراكانا الشهير، المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لبرازيل2014… حدث رياضي يجذب إليه أنظار الملايين و الملايين من سكان المعمور، لكن وحدهم المغاربة ستشكل لهم المباراة الختامية فرصة للاحتفاء بإنجاز رياضي و إنساني غير مسبوق على الساحة العربية و الإفريقية… إنجاز كان وراءه رجل واحد هو المرحوم سعيد بلقولة. كان ذلك قبل ستة عشر سنة، و بالضبط يوم 12 يوليوز 1998 حين أدار الحكم المغربي بملعب فرنسا الدولي نهائي كأس العالم آنذاك بين فرنساوالبرازيل، كاسرا قاعدة التناوب الأوربي و الأمريكي على إدارة المباريات النهائية للمونديال منذ انطلاق أولى دوراتها سنة 1930 بالأورغواي. يومها لم يكن بلقولة، و هو يخرج من النفق الذي يقود إلى أرضية الملعب، متوسطا نجوم البرازيل و فرنسا، يدري أن هذا المشهد الذي تناقلته شاشات التلفزة بالعالم، و غسل عار الحكم التونسي علي بن ناصر، سيظل خالدا عصيا على زملائه من الحكام العرب و الأفارقة. لكن الطريق من تيفلت إلى ملعب فرنسا الدولي بسان دوني، لم تكن بهذه السهولة على ذاك الجمركي الذي جعله حب كرة القدم يحاول أن يصنع لنفسه مشوارا كلاعب، قبل أن يتخلى عن حلمه الأول و يقرر دخول عالم التحكيم. و هكذا انطلقت مسيرته كحكم عصبة في سنة 1979 بعد تخرجه من مدرسة لتكوين الحكام، واستمر إلى حدود سنة 1990 حين أصبح حكما فيدراليا، مما مكنه من تحكيم مباريات القسم الوطني لكرة القدم و يسطع نجمه كأحد أهم الحكام المغاربة. فتم اختياره كأحسن حكم سنوات 1990 و1991 و1993، حصل بعدها على الشارة الدولية سنة 1993، مقدما أداء متميزا على الصعيد الإفريقي أهّلَه ليكون أحسن حكم إفريقي سنة 1995. واصل بعدها بلقولة مشواره بثبات وتميز إلى أن حلت سنة 1998 التي شكلت قمة تألقه و بصم خلالها على موسم ذهبي لا مثيل له، فبعد مشاركته المميزة في كأس إفريقيا ببوركينا فاسو وقيادته للمقابلة النهائية بين مصر وجنوب إفريقيا (2- صفر)،تم اختياره ضمن طاقم تحكيم مونديال فرنسا 1998 وقاد لقاءين في الدور الأول ألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية (2- صفر)، والأرجنتين وكرواتيا (1- صفر).لتختاره الفيفا لإدارة نهاية البطولة بين فرنساوالبرازيل (3- صفر)،وخلال اللقاء كانت له الجرأة الكافية لطرد اللاعب الفرنسي مارسيل دوسايي في الدقيقة 68. لتشكل تلك اللحظة ذروة مشوار استثنائي لسعيد بلقولة الذي اضطر بعدها بشهور قليلة للانسحاب من عالم الكرة بعد إصابته بمرض السرطان فظل يصارع المرض وحيدا إلى أن لبى نداء ربه في 15 يونيو 2002، بعد أربع سنوات و ثلاثة أيام من قيادته نهائي المونديال.