قال علي أكبر ناطق نوري، وهو عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق لمجلس الشورى الإسلاميّ، في اجتماع لرجال الدين في إقليم خوزستان: "في عهد النظام الملكيّ، إذا أراد شابّ أن يحتجّ ضدّ الحكومة، رافعاً العلم الإسلاميّ، يغيّر مظهره الخارجيّ". ووصف الموضة في السنوات الأولى للثورة الإيرانيّة، قائلاّ إنّ "الفتيان كانو يرتدون قمصاناً بأكمام قصيرة وياقة بيضاء ويطلقون لحاهم، والفتيات كنّ يذهبن إلى الأماكن العامّة كالجامعات مرتدين الحجاب الكامل أو الشادور". وتابع ناطق نوري الذي خسر أمام محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسيّة سنة 1997، قائلاً: "واليوم أيضاً، عندما يريد شابّ أن يتصرّف بطريقة [تبيّن] معارضته للحكومة، أو أن يعترض على الحكومة، يعبّر عن معارضته بتغيير مظهره الخارجيّ أو بعدم الالتزام بالحجاب". وبدلاً من مواجهة ظاهرة عدم الالتزام بالحجاب بمعاقبة المخالفين ليس إلا، دعا ناطق نوري إلى النظر في الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة. واعتبر أنّ ضلوع الشرطة في هذه المسألة مباشرة، واحتجازها النساء غير الملتزمات بالحجاب "خطأ". في إيران، مع حلول فصل الصيف خصوصاً، تسيّر الشرطة دوريّات موسميّة، وتُصدر أحياناً تحذيرات وغرامات، أو تعتقل النساء اللواتي لا يلتزمن بالكامل بقوانين اللباس المفروضة في البلاد. ونظراً إلى انتشار هذه الظاهرة على نطاق واسع، تكون هذه الجهود غير فعّالة. وقال ناطق نوري إنّ هذه التدابير قد تؤدّي إلى نتائج "عسكيّة أو غير مرجوّة". وأضاف أنّ الأولويّة ينبغي أن تكون لمعالجة المسائل الاقتصاديّة، قائلاً: "بغية القضاء على المشاكل الثقافيّة، علينا أن نعالج مشاكل الشعب واهتماماته الرئيسيّة لأنّ المشاكل المعيشيّة والاقتصاديّة تؤثّر مباشرة في حالة الشعب النفسيّة، ولا سيّما الشباب". وتابع أنّ "مسألة ارتداء الحجاب والاحتشام والمسائل الثقافيّة الأخرى تحتاج إلى اجتماعات ومناقشات مفصّلة، ولا يمكن حلّها في اجتماع واحد أو اجتماعين". وقد نشر عدد من الصحف الإصلاحيّة تصاريح ناطق نوري ورحّب بها، بما فيها صحيفة "شرق" اليوميّة وصحيفة "اعتماد". يُذكر أنّ ناطق نوري، وهو محافظ تقليديّ يتمتّع اليوم في ظلّ الجوّ السياسيّ الحاليّ بآراء وسطيّة، آثر الصمت نسبيّاً في السنوات الأخيرة. وقد تردّدت تكهّنات بشأن ترشّحه للانتخابات البرلمانيّة في العام 2016 وتمثيله الإصلاحيّين المعتدلين. قد تكون أسباب عدّة تدفع النساء إلى عدم التقيّد بالكامل بقوانين اللباس الإيرانيّة، لكنّ تصريحات ناطق نوري تُظهر انقساماً حول هذه المسألة في صفوف المسؤولين الإيرانيّين البارزين. ومؤخّراً، قال عضو مجلس الشورى الإيرانيّ، غلام علي حداد عادل، إنّ غياب التوافق حول الحجاب يفقد القيادة الإيرانيّة القدرة على السيطرة على هذه المسألة.