مع انطلاق أيام الشهر الفضيل، كشرت عينة من الصائمين بمراكش عن تأثيرات الصيام عليهم، فلم يترددوا في التكشير عن أنياب" ترمضينهم" ومن تمة رشق بعض من واجهوهم في طريقهم بسهام التعنيف والإعتداء، ما جعل مصالح المستعجلات بمستشفيات المدينة تسجل أرقاما قياسية في أعداد الوافدين عليها لتلقي العلاجات الضرورية. " مالك ،واش صايم بالجميل؟" سؤال استنكاري مشوب بغير قليل من ملامح التهكم والتحدي، دفع صاحبه الثمن غاليا،حيث لم يتردد المستهدف بهذا التعليق في إبراز درجة الغضب والحنق، فانقض على غريمه بطعنة خنجر غادرة أمام اندهاش الجماهير المتحلقة، ليطلق بعدها ساقيه لريح بعد استيعاب فضاعة ما اقترفته يمناه، مخلفا وراءه خصمه يعاني من أثار جرح غائر تطلب الإستنجاد بسيارة الإسعاف لنقله صوب المستشفى. شكل هذا المشهد الذي عاشت تفاصيله أول أمس فضاءات المنطقة السكنية الجديدة المحاميد نموذجا لما باتت تعيشه أغلب مناطق المدينة، وتؤشر على حدة العنف الذي يتسلح به البعض للتعبير عن مدى تأثير الصيام عليه. الأسرة الصحية بالمستعجلات خاصة على مستوى ابن طفيل التابع للمركز الإستشفائي الجامعي، وحدها من يجبر على دفع فاتورة مظاهر الترمضين المذكورة، بالنظر لعدد الجرحى والمصابين الذين يتوافدون لعلاج إصاباتهم وجروحهم. الوجه الآخر لحالات "الترمضين" المذكورة تكشف عنه وفرة حوادث السير والطرقات خاصة في ساعات المساء على بعد دقائق من آذان صلاة المغرب، حيث تم تسجيل وابل من الحوادث التي خلفت بدورها العديد من الجرحى والمصابين. الحوادث المذكورة غالبا ما تشهد تفاصيلها بعض المناطق التي تعرف اكتظاظا خانقا خلال الساعات المومأ إليها، وتؤدي السرعة والرغبة في الإنفلات من شرنقة الإزدحام بالإضافة إلى الرعونة في السياقة إلى التسبب في إصابات قد تكتسي طابع الخطورة حسب نوعية وسيلة النقل. حالات الترمضين امتدت إلى بعض المؤسسات الرسمية، وسجلت اعتداءات مثيرة كما وقع على مستوى الملحقة الإدارية بجامع الفنا، حين أقدم بعض عناصر القوات المساعدة على الإعتداء على عون سلطة برتبة مقدم، وعاجلوه بوابل من الضربات أودت به إلى قسم المستعجلات، حيث أرجعت مصادر مطلعة أسباب الإعتداء إلى نشوب خلاف بين الاطراف المذكورة حول مجريات العمل بالساحة، واتهام العناصر "المخزنية" لعون السلطة بالتجسس عليهم ونقل أخبارهم لقائد الملحقة، ماجعل الشجار يمتد إلى الإعتداء والتعنيف. مصادر طبية أكدت للجريدة بأن مصلحة المستعجلات قد سجلت مع بداية شهر رمضان أرقاما قياسية على مستوى الوافدين خصوصا في ساعات الزوال مع اقتراب موعد الإفطار، ما جعل إدارة مستشفى ابن طفيل وفي إطار سعيها لاستيعاب ومواكبة هذا التدفق، على وضع خطط وبرامج تعتمد الرفع من درجة الإستعداد وتخصيص طواقم طبية بكاملها، فيما الأسرة الطبية تبدل مجهودات مضاعفة لتلبية كل الخدمات المطلوبة، كما أن العاملات والعاملون غالبا ما يؤدون فاتورة تفانيهم في العمل، وتتم محاصرتهم بدورهم ببعض الإعتداءات، بالنظر لحالات الغضب والهيجان التي يكون عليها بعض المصابين ومرافقيهم، وبالتالي اضطرار أهل الوزرة البيضاء إلى دفع الثمن مضاعفا نتيجة تصديهم لمخلفات مظاهر"الترمضين" التي تبديها شريحة واسعة من ساكنة المدينة الحمراء.