قال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله «ومَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» صدق الله العظيم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله» صدق الرسول الكريم. لن تحيل هذه الكلمات التي ستتلو كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى أي نازلة بعينها، ولن تسمي أي جريمة من الجرائم التي ترتكب في هذا الزمان باسم هذا الدين البريء مما يقترفونه. ستكتفي هذه الكلمات بالاستناد إلى القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، لتلح على تحريم الإسلام الحق لقتل المسلم للمسلم المؤمن الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإعادة الإلحاح على ذلك التحريم. زاد الرسول الكريم مؤكدا على فظاعة فعل قتل المسلم للمسلم «لَزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم». أن تزول الدنيا أهون من أن يقتل المسلم أخاه المسلم. هذا ما قاله الله سبحانه وتعالى على لسان رسوله وهو يحرم ارتكاب هذا الفعل الذي يؤدى بمرتكبه إلى الكفر بالله ورسوله. كفر يجعل قاتل المؤمن ينزل عليه غضب الله، وتصيبه لعنته، وينتظره العذاب العظيم، لأن جزاءه جهنم عقابا له على ذلك الفعل المحرم شرعا. هذا هو حكم قاتل المسلم للمسلم عند خالقه، لأنه سبحانه وتعالى حرم ذلك القتل ورفع رحمته عن قاتل أخيه المسلم، وحرمه من أن تشمله يوم الحساب. الإسلام الحق، لا يقتل فيه المسلمون المسلمين لأنهم يخالفونهم في المذهب والرأي، ولا يتفقون معهم في ما قالوا به وما ذهبوا إليه. يقول الرسول الكريم مرة أخرى في تحريم قتل المسلم «لو اجتمع أهل السموات والأرض على قتل رجل مسلم لأكبهم الله في النار». الإسلام الحق، يحرم قتل المسلمين للمسلمين، ويعتبر ذلك الفعل الشنيع كفرا «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا، أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا». كفر يشمل حكمه وجزاؤه من دعا إلى قتل المسلم للمسلم، ويحرمه من رحمة الله التي وسعت كل شيء «من أعان على قتل المسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله». دم المسلم على المسلم حرام، وقتل المسلم للمسلم كفر جزاؤه جهنم. هذا ما ينص عليه كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. قتل المسلمين للمسلمين، فعل فظيع ويفوق في درجة هوله زوال الدنيا، لأن زوال الدنيا أهون منه عند الحق سبحانه وتعالى. فماذا لو ادعى قاتل المسلم أنه قام بذلك الفعل الشنيع باسم الحق سبحانه وتعالى؟! ماذا لو أدرجه في حكم الذود عن الدين وإعلاء كلمة الله؟!