المغرب سيفتح أبوابه قريبا لاستقبال اللحوم الحمراء القادمة من ألمانيا. هكذا تبدو أهم نقاط التعاون التي يعتزم البلدان تعزيزه بعد التوقيع على اتفاقية شراكة بين الطرفين.وقال غيرد مولير نائب الوزير الألماني في التغذية والفلاحة وحماية المستهلكين، خلال الأسبوع الماضي بمكناس، إن المغرب وألمانيا سيوقعان على اتفاقية تعاون في المجال الفلاحي خلال فعاليات الدورة الخامسة لمعرض الفلاحة الدولي بمكناس، تتوخى أساسا تعزيز قدرات التعاون بين البلدين في الإطار الفلاحي، وفتح آفاق أوسع للرفع من حجم التبادل الفلاحي بينهما. وأوضح المسؤول الألماني خلال ندوة صحفية عقدت بالرواق الألماني في معرض الفلاحة بمكناس، بأنه من بين أهداف الاتفاقية تتجلى رغبة الطرف المغربي في من الاستفادة من خبرة الألمان في مجال الإنتاج الحيواني، وقال إن الاتفاقية ستفتح أبواب المغرب من أجل تدفق محتمل للحوم الحمراء الألمانية. إلا أن تصدير الأبقار الحية إلى المغرب يبقى، يضيف المسؤول الألماني، بأولوية أكبر ضمن مقتضيات اتفاقية التعاون، وذكر في هذا الإطار بأن صادرات الأبقار الألمانية في اتجاه المغرب تضاعفت خلال العام الماضي إلى أزيد من 7 آلاف رأس، على أن تفتح الاتفاقية آفاقا أوسع في هذا المجال، على حد قول المتحدث ذاته.ويشكل المغرب بالنسبة لألمانيا جسرا لرفع ولوج المنتجات الألمانية إلى السوق الإفريقي، يقول المسؤول الألماني، إذ يفتح البلد آفاق تطور غير محدودة، سمحت لألمانيا برفع صادراتها في اتجاه المغرب إلى حوالي 120 مليون أورو في متم العام الماضي، على أن فتح مجالات تعاون أخرى من خلال الاتفاقية يمكن أن يسمح لهذا البلد الأوروبي بمضاعفة هذا الحجم في غضون سنوات قليلة. ويعول المغرب من جانبه على أن تنقل ألمانيا خبرتها في المجال الزراعي إلى الحقول ومحلات تربية الماشية بالمغرب، إذ ستنتقل ألمانيا، حسب مقتضيات الاتفاقية، من التعاون التقليدي إلى نقل التكنولوجيا في مجالات الزراعة وتربية الماشية، وذلك على أمل مضاعفة مردودية زراعة القمح في ظرف خمس سنوات من خلال رفع استعمال الأسمدة وتقنيات الزراعة الحديثة، وكذا مضاعفة مردودية إنتاج الحليب في ظرف عشر سنوات.في هذا الوقت ارتفعت صادرات المغرب من الطماطم إلى ألمانيا خلال العام الماضي بحوالي 24 في المائة بالمقارنة مع العام الذي قبله. المسؤول الألماني اعترف بأن بلاده مازالت مقصرة في تطوير حجم مبادلاتها التجارية، الخاصة أساسا بالمنتوجات الفلاحية والغذائية، مع المغرب، في وقت تستقبل فيه ألمانيا منتوجات مغربية أكثر مما يستقبله المغرب من ألمانيا، إذ أن فائض الميزان التجاري بين البلدين يرتفع لصالح المغرب حاليا بما يعادل 36 مليون أورو، ولهذا فإن مولير اعترف بأن التدابير الجديدة التي اتخذها المغرب من أجل تطوير قطاعه الفلاحي ستفتح آفاقا واسعة أمام بلد كألمانيا لاغتنام الفرص التي بات يتيحها البلد في منطقة شمال إفريقيا. فمخطط المغرب الأخضر، يقول المسؤول الألماني، دفع البلد إلى تعبئة أزيد من 13 مليار أورو خلال السنوات القليلة المقبلة لتطوير أداء القطاع، وهنا أقول بأن الشركات الألمانية الفاعلة في مجالات التقنيات الفلاحية والزراعة الانتقائية للنباتات أو للمواشي، والتي تعد الأكبر في العالم، باتت مدعوة أكثر من أيب وقت مضى من أجل اغتنام الفرص التي يتيحها المغرب في هذا المجال، لمواكبته في إنجاز مخططه الفلاحي، وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع ألمانيا من أجل تكثيف تواجدها خلال فعاليات المعرض في دورته للسنة الحالية، يضيف المتحدث ذاته.مجالات التعاون التي ستفتها اتفاقية التعاون الموقعة بين البلدين خلال فعاليات الدورة الخامسة لمعرض الفلاحة بمكناس، تتوزع، حسب المسؤول الألماني، بين تحسين الإنتاج الفلاحي والفلاحة المستدامة والحفاظ على الموارد المائية والاستغلال الجيد للمعارف المكتسبة من خلال البحث في مجال الصناعات الغذائية.