ليلة يصعب نسيانها عاشتها ساكنة الرباط بعد انتهاء مباراة الجيش الملكي ضد النادي القنيطري. عناصر من أنصار الفريق العسكري خرجت في مجموعات بعضها يضم العشرات والبعض الآخر يضم المئات من العناصر الغاضبة من نتيجة التعادل، والتي عاتت فسادا في مختلف الشوارع مخلفة وراءها عشرات السيارات المحطمة ورعبا لم يسلم منه حتى من كانوا داخل منازلهم. كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساء عندما انطلقت شرارة الشغب بمواجهات بين جمهور الكاك وجمهور الجيش عند بوابات مجمع الأمير مولاي عبد الله. حافلة الفريق القنيطري تعرضت للرشقث بالحجارة دون تسجيل خسائر كبيرة بعدما تدخل الأمن بسرعة لتفادي تطور الأمور. تدخل الأمن كان أبطأ ودون فعالية فيما بعد داخل الرباط. في حي المسيرة 3 و 4 و 5 على سبيل المثال تعرضت عشرات السيارات للهجوم بالحجارة من طرف عناصر قاصرة ومنفلتة. عنف لم تسلم منه سواء السياراة المتجولة أو حتى تلك التي ركنها أصحابها في مرائب محروسة فضل حراسها الوقوف موقف المتفرج بدل المخاطرة بلعب دور بطولة قد يترتب عنها ما لا تحمد عقباه، ومن بين الضحايا كانت الزميلة سهيلة الريكي مديرة مكتب «الأحداث المغربية» بالرباط التي تم تحطيم زجاج سياراتها بشكل كامل. العنف استمر واستمر في إرعاب الساكنة لاسيما بعدما تجرأ عشرات المشاغبين على مهاجمة إقامات سكنية محروسة من خلال رشقها بالحجارة مما تسبب في تكسير زجاج سيارات ساكنتها رغم وجودها خلف الأسوار، بل إن الأمر أخذ أبعادا أخطر بعدما تم الاعتداء بالضرب على المارة دون أن أي مبرر. «الشرطة في خدمتكم ... دقائق وسنستجيب لندائكم» عبارة ظلت تتردد على مسامع عشرات المواطنين الذين استنجدوا بالشرطة من خلال الرقم الشهير «19» لإغاتثهم وإنهاء حالة الفوضى دون أن يتلقوا جوابا. بعد العديد من المحاولات قدمت سيارة للشرطة وجابت بعض المناطق التي كانت مسرحل لأعمال الشغب دون أن تتمكن من اعتقال الجناة بل الأدهى والأمر يقول أحد الشهود العيان ل«الأحداث المغربية» أن سيارة الشرطة كانت بدورها قد تعرضت للاعتداء. وضع انطبق عليه المثل المصري الشهير «جيتك يا عبد المعين تعينني ... لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان!». رجال الأمن اكتفوا أمام حالة العجز التي وجدوا أنفسهم فيها بتوجيه الضحايا إلى مراكز الديمومة دون أن ينسوا لفت نظرهم إلى أن تقديم شكايات بخصوص ما حصل ليست سوى إجراء شكليا ما في ظل عدم اعتقال الجناة. رغم أن الشرطة لا تتوفر على إحصاء شامل للخسائر بسبب إحجام الضحايا عن التبليغ فقد كانت حالة الرواج التي شهدتها صباح أمس الأحد محلات تصليح السيارات بسوق الخضر بالرباط أكبر شاهد على جسامة ما وقع في ظل الإقبال الكبير لأصحاب السيارات المتضررة.