كانت الساعة ثالثة بعد ظهر الأحد المنصرم، حرارة مفرطة تغري بالسباحة أو أخذ حمام بارد. كان شاطئ وادي لاو يعج بالمصطافين، فجأة كسر صوت سيارات الإسعاف هدوء المكان. هلع، ارتباك وحركة غير عادية لم تعلن في البداية عما يقع خلف أسوار سجن واد لاو. «سقف زنزانة سقط على سجناء»، لا يعرف أحد ما حدث بالضبط، تضارب في الأنباء حول الحصيلة. شيء واحد مؤكد هو وجود ضحايا. بدأت سيارات الإسعاف تصل تباعا إلى عين المكان، وبدأ السجناء ينقلون على متن حمالات إلى داخلها، طوق أمني أحاط بالمكان تفاديا لكل طارئ. مصدر مسؤول أكد منذ الوهلة الأولى، أن سقف زنزانة تهاوى بشكل مفاجئ، خلال تجمع السجناء بها. وأن هناك جرحى بعض منهم حالتهم خطيرة، نقل جلهم إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية. فيما آخرون اكتفوا بتلقيها بمصحة السجن، رغم ضعف إمكانياتها ووسائلها. «الوضع كان مقلقا جدا، كان الكل يعتقد أن الحصيلة ستكون ثقيلة»، يقول أحد أفراد أسرة سجين. لكن الألطاف الإلهية، يضيف، هي التي أنقذتهم من موت محقق. ثمانية جرحى حالتهم حرجة، حسبما كشفت عنه مصادر مقربة، منهم من أصيب بكسور وآخرون يعانون من جروح ورضوض على مستوى الرأس.. السقوط المفاجئ لسقف الزنزانة، لم يكن متوقعا ولم تعرف أسبابه بعد. الحراس لم تكن لديهم خبرة في تدبير الوضع، كادوا يتسببون في “كارثة”، حسب روايات بعض السجناء أنفسهم. بسبب التأخر في التدخل. انهار السقف، نجا البعض، لكن آخرين كانوا في مكان الإنهيار. الزنزانة التي لا تضم أكثر من 30 نزيلا، لحسن حظ نزلاء سجن وادي لاو غير المكتظ، جعل الحصيلة تعد على رؤوس الأصابع. لكن تأخر الحراس في فتح الأبواب والبدء في إسعاف المصابين، كاد يزيد الوضع سوءا. انتظر الحراس وصول المدير الذي أعطى الأوامر بفتح الأبواب، ونقل المصابين وغيرهم خارج الزنزانة. «الحمد لله على الأقدار» تقول والدة سجين هرعت إلى عين المكان بعد سماعها الخبر، فيما آخرون اضطروا لقطع مسافة 40 كيلمترا في ظروف جد قاسية ليلا، للإطمئنان على أبنائهم. سجن وادي لاو الفلاحي بدأت ملامح الشيخوخة تظهر عليه منذ مدة، وكانت الإدارة قد وجهت رسائل ومذكرات تثير فيها الإنتباه لوضعية بعضا من أجزائه المتهالكة. الكثيرون يقولون إنه من بين أحسن السجون تنظيما بالمنطقة. فهو بلا هواتف نقالة ولا مخدرات، بعد أن كان يضاهي كبار السجون في مظاهر الفوضى والإنحراف. العدد القليل لنزلائه ساعد الإدارة على ضبطه وتدبيره بشكل جيد، حيث لا يتجاوز عدد نزلائه حاليا 250 نزيلا، جلهم ممن لهم عقوبات غير طويلة، أو ممن أشرفوا على إنهاء عقوباتهم.