سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رصاص مطاطي وقنابل مسيلة للدموع في مواجهات بين قوات الأمن ومعتقلي السلفية بسجن سلا إصابة سلفيين ورجال أمن في مواجهات عنيفة استمرت إلى وقت متأخر من الليل
تجددت المواجهات بين قوات الأمن ومعتقلي السلفية الجهادية بالسجن المدني بسلا أول أمس، عندما تدخل العشرات من رجال الأمن لفك اعتصام للمعتقلين، الذين صعدوا على السطوح والأسوار، في أولى محاولة منذ اعتصام شهر فبراير الماضي، الذي تم خلاله إجراء حوار بين المعتقلين ومسؤولين بوزارة العدل والإدارة العامة للسجون. وقالت مصادر مطلعة إن التدخل الأمني خلّف عدة جرحى وإصابات في صفوف المعتقلين، ممن تعرضوا للضرب على أيدي قوات الأمن أو أصيبوا بكسور نتيجة سقوطهم من أعلى أسوار السجن، التي صعد إليها المعتقلون. وقالت المصادر ذاتها إن قوات الأمن استعملت الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه، في أولى خطوة من ذلك النوع، من أجل تفريق المتظاهرين، كما سمع صوت الرصاص المطاطي خارج السجن، وشوهد دخان كثيف ينبعث منه صبيحة أمس الثلاثاء. وانطلق اعتصام السجناء حوالي الساعة العاشرة من صبيحة أول أمس، تزامنا مع ذكرى تفجيرات الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، التي يسعى فيها سجناء تيار السلفية الجهادية كل عام إلى التذكير بأوضاعهم والتعبير عن مطالبهم. وخرج العشرات من زنازينهم مطالبين برحيل المدير العام للإدارة العامة للسجون وإعادة الإدماج حفيظ بنهاشم، حيث رفعوا شعارا يقول «بنهاشم ارحل». وذكر بيان مصور للمعتقلين، بث على الأنترنت ليلة الحادث، «نحن مظلومون، وقد قلنا ذلك مرارا وتكرارا، واستنفدنا جميع السبل للدفاع عن أنفسنا وأنشأنا تنسيقية للدفاع عنا، وفي الأخير ضربوا كل شيء عرض الحائط لكي يبدؤوا معنا من الصفر، وأرادوا إلغاء جميع المواثيق التي قدموا لنا»، في إشارة إلى الوعود التي أعطيت للسجناء بعد العصيان الطويل الذي خاضوه في شهر فبراير الماضي، والذي استدعى تنقل مسؤولين كبار في الدولة إلى السجن لمحاورة السجناء وتقديم وعود بإنهاء مشكلة الاعتقال في ملف ما يسمى بالسلفية الجهادية. وقال أحد المعتقلين في شريط الفيديو إن قوات الأمن بدأت في اختطاف بعض المعتقلين منذ صبيحة الاثنين، وإخراجهم من زنازينهم وترحيلهم، سواء بدعوى وجود مواعيد مع الطبيب أو لاجتياز امتحان الباكالوريا. وقالت مصادر مطلعة إن المعتصمين تسلحوا بالهراوات أو بأي شيء وصلته أيديهم أول أمس، تحسبا لهجوم عنيف من قوات الأمن، التي هددت بالتدخل في حالة عدم فك الاعتصام. واستمرت المواجهات ساعات إلى قرابة منتصف الليل، وفي ساعات الفجر الأولى اقتحمت قوات الأمن مكان الاعتصام لتفريق السجناء، مما أدى، حسب مصادر غير مؤكدة، إلى إصابات في صفوف المعتقلين ورجال الأمن. وأصيب خلال الاعتصام عدد من أفراد عائلات المعتقلين، الذين حجوا إلى مقر السجن، حيث ضرب طوق أمني مشدد وتوقفت حركة السير وتم منع المواطنين من ولوج المقاهي الموجودة حول المكان. كما رابطت عشرات من سيارات الأمن حول مقر السجن وعدد من سيارات الإسعاف، التي كانت تنقل في كل لحظة المعتقلين المصابين إلى مستشفى مولاي عبد الله بالمدينة، ولوحظ وجود مروحية تحوم فوق السجن، وقال شهود عيان إنها كانت تحاول نقل بعض المصابين، ووصف شاهد عيان الوضع بأنه «حالة حرب». واستنكر منتدى الكرامة لحقوق الإنسان في بيان له استخدام العنف في حق المعتقلين، وطالب بفتح تحقيق مستعجل لمعرفة الملابسات الدقيقة لهذه الأحداث، وجدد التأكيد على ضرورة إعمال المقاربة التصالحية لتسوية هذا الملف بشكل نهائي.