لم تكن زوجة سعودية تعلم أن عدم إعدادها لحساء «حريرة» سيجعلها تخسر عينها اليسرى على يد زوجها بعد لحظات من موعد إفطار الصائمين في شهر رمضان. فقد أكدت تلك الزوجة اعتراف زوجها بجرمه لدى الشرطة، معللا تصرفه بضغط حرمانه طيلة النهار من التدخين، وهو ما جعله يثور بسرعة ويتصرف بشكل عنيف.وفي تفاصيل القصة كما روتها الزوجة، تقول «اعتدت أن يكتب لي زوجي كل طلباته الخاصة من الطعام، الذي يحب تناوله على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان، وأحرص من جانبي على تنفيذ كل طلباته بشكل يومي»، إلا أنها هذه المرة أخطأت قراءة طلباته، وأعدت له «شوربة عدس» على عكس طلبه المتمثل في حساء «حريرة» مع أنه وضع تحتها أربعة خطوط لأهميتها لديه، معللة ذلك بضيق الوقت قبل الإفطار، الذي غالبا ما تكون فيه المرأة مثقلة بكثير من الأشغال داخل المطبخ. بعدما أعدت الزوجة «شوربة العدس»، لأنها لم تنتبه للخطوط التي وضعها الزوج تحت «حساء الحريرة»، وقامت قبل أذان المغرب بنصف ساعة كاملة بتحضير وجبة الإفطار، حيث وضعت له «شوربة العدس» فوق المائدة، وما هي إلا ثوان حتى تفاجأت به يسكب الشوربة الحارة على وجهها، وهو في حالة من الهيجان والغضب، متلفظا بكلمات غريبة وغير لائقة، ثم نهض من مكانه وأخذ الورقة التي كتب عليها طلباته اليومية ليحضرها أمامها لتقرأ له ما كتبه. كانت لحظتها مغمضة العينين ولا تستطيع الرؤية، مما دفع بها إلى تلمس الطريق للبحث عن غرفة الاستحمام لغسل وجهها وسط صراخ أطفالها الثلاثة ودهشتهم من تصرف والدهم. ورغم إصابة الزوجة بحروق على مستوى وجهها، استمر الزوج في غضبه ولحق بها أمام المغسلة وغرس أصبع سبابته في عينها اليسرى، وهو يصرخ ويطلب منها قراءة نوع الشوربة التي طلب إعدادها، ويحاول إدخال أصبعه مرة أخرى في عينها اليمنى، لكن الضحية هذه المرة قامت بحماية وجهها، وهي تصرخ مستنجدة بالجيران. فقطع الورقة وألقى بها على مائدة الطعام وخرج من المنزل وتركها تصرخ من شدة الألم في عينها المصابة، التي بدأت تنزف، فضلا عن حروق الوجه. فما كان من أحد أطفالها إلا الاتصال بأهلها، الذين حضروا للمنزل ونقلوها إلى المستشفى، حيث أكد لها الأطباء أنها لن تتمكن عينها من الرؤية مجددا بسبب إتلاف الشبكية والقرنية والغشاء المحيط بهما بسبب إدخال الزوج أصبعه بعنف داخل العين. هذه القضية التي أحيلت على أنظار الشرطة، حيث قررت الزوجة «العوراء» عدم تنازلها عن الدعوى إطلاقا، على الرغم من محاولات الصلح الكثيرة بين الطرفين، خاصة من قبل أهل زوجها، مشيرة إلى أن أهلها أيضا رفضوا كل المغريات، التي تقدم بها الزوج وأهله، مطالبين بتنفيذ الحكم الشرعي عليه من قبل المحكمة.