داخل خيمة نصبت في حديقة حي الإدريسة قبالة شارع أبا شعيب الدكالي تجمع حشد من مريدي الطريقة القادرية البوتشيشية ينتظرون موعد انطلاق مسيرتهم التي دعت إليها زاويتهم تأييدا للمشروع الدستور الجديد، ومن المنتظر أن يكونوا قد نظموا مسيرتهم زوال أمس في نفس الوقت الذي خرجت فيه حركة 20 فبراير في الحي المحمدي مدعمة بأتباع الشيخ ياسين.وفد بوعرفة والمنطقة الشرقية أول الوفود التي حلت بعين المكان، قبل أن تلتحق تباعا وفود من مختلف مدن الشمال والشرق قادمين سواء عبر الحافلات أو السيارات الخاصة تلبية لتعليمات الشيخ «سيدي حمزة» الذي أمر فقراء طريقته بالمشاركة في مسيرة بالدارالبيضاء من المنتظر حسب التقديرات الأولية أن يفوق عددهم المائة ألف. كانت المسيرة مبرمجة في الصبيحة مباشرة بعد وصول الوفود المشاركة وممثلي مختلف الجهات، لكن طرأ حسب المنظمين تعديل في موعد انطلاقها ليتم تأخيرها إلى ما بعد الزوال بسبب الحرارة المفرطة، وأيضا بطلب من السلطات المحلية. في نفس المكان الذي تجمع فيه أتباع الشيخ ياسين زعيم جماعة العدل والإحسان الأسبوع المنصرم الداعية إلى جانب حركة 20 فبراير لمقاطعة الإستفتاء على الدستور، جاء الدور هذه المرة على أتباع الشيخ حمزة القادري البوتشيشي للنزول إلى الشارع، هنا تجمعت مختلف الوفود من الذكور والإناث والشبان في انتظار موعد الإنطلاق. كل الإجراءات اتخذت لإرشاد الوافدين في عين المكان وتوفير كل المستلزمات لهم، تكفلت بها لجنة تنظيمية من شباب الطريقة مهمتها تأطير وإرشاد المريدين، وأيضا ولجنة أمن خاص لضمان السير العادي للمسيرة. المسؤولون في الطريقة حرصوا على اتباع تعليمات الشيخ حمزة ليشارك أكبر عدد ممكن من فقراء الطريقة في مسيرة تأييد الدستور، وتم توفير وسائل النقل لهم. في وجدة وحدها يتوقع حضور 17 حافلة، وأزيد من 2000 مريد سيستقلون القطار لعدم وجود وسائل نقل لإيصالهم من عاصمة الشرق نحو العاصمة الإقتصادية. فيما تمت تعبئة أزيد من 200 حافلة بالدارالبيضاء لوحدها لنقل المريدين من مختلف الأحياء. وذات الأمر في بقية المدين بالجنوب والشمال، ووضعت أعداد من الحافلات للمشاركين القادمين عبر القطارات وجدوها في انتظارهم بمحطة الدارالبيضاء المسافرين. «الطريقة ستحرص على إيصال رسالة واحدة ووحيدة وهي «استتباب الأمن في المغرب وتوحيد الجهود لضمان الإستقرار والإبتعاد عن الفتنة» ذلك ما أعلن عن مقدم بالزاوية، فقد أعلنت الطريقة في بيان لها عن موقفها الوطني والإيجابي من مشروع الدستور المعروض على الأمة من أجل الإستفتاء الشعبي بعد دعوة شيخها «حمزة بن العباس» للتصويت بنعم، وبررت موقفها بأنه «نابع من إيمانها الراسخ بأن هذا المشروع يعد رافعة فعالة لبلدنا نحو افاق المواطنة الدينامية المنغرسة في مقوماتنا وثوابتنا وهويتنا، وأنه تتويج لجملة من الخطوات المنهجية المسددة التي أطلقها جلالة الملك في خطاب 9 مارس»، مضيفة أن «الدستور نص على التشبت بالثوابت الراسخة لأمتنا»، وكرس «الطابع البرلماني للنظام السياسي المغربي في أسسه القائمة على مبادئ سيادة الأمة»، وأنه بجعل «الدستور مصدرا لجميع السلطات فإنه جاء ميثاقا وتعاقدا تاريخيا جديدا بين العرش والشعب ومكرسا لإمارة المؤمنين الراشدة والملكية والمواطنة ومقام الملك المواطن». تنظيم المسيرة يأتي بعد أن أكدت «الطريقة أنها ستصوت بنعم صادقة على الدستور»، دعت «كافة المواطنين والمواطنات للتصويت بنعم»، وهذا موقف اهتدت إليه الطريقة باعتبارها «زاوية صوفية تؤمن بضرورة قيامها بواجبها الوطني والديني»، مؤكدة أن ذلك «دون قصد إعطاء هذا الموقف حمولة سياسية أو توجيهية ضد أي حزب أو جماعة سواء تعلق الأمر بالعدل والأحسان أو غيرها». فقراء الطريقة سيحملون عشرات اللافتات التي كتاب عليها شعارات موحدة ك «الطريقة القادرية البوتشيشية تصوت بنعم للدستور»، و«التصويت للدستور تجديد للبيعة» و«شباب الطريقة البوتشيشية يؤيدون الدستور» وغيرها. كتيبات اللطيف سيتم توزيعها على المشاركين، وستتم تلاوة الدعاء الناصري والمنفرجة كما هو معهود أثناء جلسات الفقراء وما يتلوها من أذكار. قبل أن يتلقى شيخ الطريقة سيدي حمزة الإذن بتنظيم المسيرة، كان فقراء الطريقة قد أنهوا السبت المنصرم ما يسمونه «صدقات» في المغرب كله. ذاك طقس دأبوا عليها منذ أسبوعين، فالشيخ أمر مريديه بالإستعداد بالأذكار والصدقات لحفظ أمن البلاد وبابعاد الفتنة عنها.