في حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال من يوم الثلاثاء شوهدت أدخنة كثيفة فوق سماء دوار أي إيخو بجماعة بونرارا القروية بإقليم تاوردانت، لم تخطئ الساكنة الظن، هو حريق مهول شب في غابات أركان، بقوة انتقلت ألسنة اللهب من الدوار المذكورنحو غابات الجماعة المجاورة تيوت حيث ستلتهم حوالي 145 هكتارا من أشجار الأركان. والي الجهة حل بعين المكان أول أمس، لكن قبله بيوم حلت مئات العناصر من الوقاية المدنية من تارودانت وأقاليم، أكادير، اشتوكة، وإنزكان ايت ملول. وشاركت في إخماد الحريق بضعة مئات من أفراد القوات المساعدة والدرك الملكي بالقيادة الجهوية. يحكي السكان أن حربا ضروسا خاضوها مع النار مدة ساعتين بعد ظهر يوم الثلاثاء، قبل وصول أول طلائع الدعم اللوجستي ، استعملوا ما توفر لديهم من مياه، وأغصان الأشجار وأتربة، من أجل إطفاء غضب النار، كما اهتدوا إلى محاولة قطع الأشجار لخلق مساحات فارغة، للحد من تمددها لكن دون جدوى. نصف يوم وليلة كاملة قضاها السكان والوقاية المدنية والدرك والمنتخبون والأعوان بالجماعتين المتضررتين، ولم يتكمنوا من إخماد النار إلا في حدود الساعة السادسة من صباح أول أمس. حريق جماعتي تيوت وبونرار، انطلق وسط حراراة تجاوزت 47 درجة، وساهم في خروج الحيات، والعقارب من جحورها فكان التحدي مضاعفا، سموم تترصد الأجساد الآدمية، حرارة مفرطة، وألسنة لهب مدفوعة نحو الأمام برياح الشرقي، طول ألسنتها يتجاوز عشرة أمتار عندما ترتفع نسبة تحركات الرياح. لم تخلف النار خسائر بشرية باستثناء التهابات على مستوى الوجوه التي خاضت معركة الوجود، لكنها مع ذلك أتت في تقديرات أولية على ما يقارب 2500 شجرة أركان. النار اندلعت عندما كان عامل إقليمتارودانت مع الوفد الرسمي لوزير النقل كريم غلاب، وفي وقت متقارب مع النار التي اندلعت بضيعة البرلماني ورئيس الغرفة الفلاحية علي قيوح بمنطقة حنصالة، وقد نادى العامل على الوقاية المدنية فأخمدوا نار ضيعة قيوح التي احتضنت مأدبة الغداء المقامة على شرف الوزير، غير أن نار المناطق الهامشية كثب لها أن تستمر حتى صباح اليوم الموالي. عامل الإقليم حل في اليوم الموالي بالمنطقة رفقة والي الجهة والقائد الجهوي للدرك، إلى جانب المسؤلين عن الوقاية المدنية بالجهة، والقائد الجهوي للدرك ورئيس المجلس الإقليمي وقواد عن القوات المساعدة. وقد علم من مصادرة موثوقة أن البحث الذي بوشر بعين المكان، أشار إلى مشتبه بهما يفترض أن يكونا وراء الحريق، من أبناء المنطقة، يقومان بصناعة الفحم بأفرنة تقليدية، بدون ترخيص. تقع غابة تيوت لشجر الأركان المحترقة بالجماعة القروية تيوت، قيادة فرايجة بموقع جبلي على بعد 25 كلم من مدينة تارودانت تقريبا، الغابة عرفت حادثا بسيطا خلال العشرين يوما الأخيرة، عندما حاولت طفلة إيقاد النار، لكن يقضة بعض الساكنة ساهمت في ايقاف الكارثة. حريق تيوت يذكر بحريق غابات أكادير إداوتنان السابق الذي دام حوالي أربعة أيام، استعملت خلاله الطائرات لإخماده. إدريس النجار/ موسى محراز