لم أستطع، بسبب عملي، أن أحضر لقاءك ببعض المصريين في معهد العالم العربي، الذين قيل لي أن بعضهم قال لك “إنك لا تصلح رئيسا لمصر، وعار عليك أن تترشح للرئاسة” لأنك، حسب زعمهم، كنت أحد ركائز نظام مبارك وأحد شركائه في الفساد...إلخ. لو حضرت لقلتُ لهم إنكم لا تمثلون في شيء عقلاء الجالية المصرية في المهجر الفرنسي، وأنكم لا تمثلون إلا أنفسكم التي أعماها التشفي وغيره من الانفعالات السلبية عن رؤية مصلحة مصر الحقيقية ؛ التي تتطلب رئيساً خبيرا ومجربا، مثل عمرو موسى، في السياسة المصرية والإقليمية والدولية. فأقول لهم أيضاً، لقد أنساكم انفعالكم الطائش فلم تتذكروا، وربما لم تعرفوا، أن عمرو موسى لما كان وزير خارجية، كان وزير خارجية مصر وليس وزير خارجية الرئيس مبارك؛ والدليل القاطع على أنه كان وزير خارجية مصر وليس وزير خارجية مبارك، أنه كان وزير الخارجية الوحيد الذي كان يقول لمبارك “لا”، عندما يرى أن قراره في السياسة الخارجية مضر بمصر: عندما نجا الرئيس مبارك، بألطاف الله، من مؤامرة حسن الترابي عليه في أديس أبابا صرح في مطار القاهرة بأنه “سيؤدب السودان”، وقال بعد يومين رئيس تحرير مجلة الحوادث أنه علم من مصادر مطلعة “أن مبارك قرر تدمير جميع قواعد الطيران السوداني بطائراتها”، فجاءه وزير خارجة مصر، عمرو موسى، وقال له:«لا.. إذا دمرت طيران الجيش السوداني كله حين ذاك تكون قد دمرت الجيش السوداني فستقوم دولة في جنوب السودان، تبادر بمساعدة الحكومة الإسرائيلية إلى بناء سد على النيل. وهكذا أنقذت مصر من قرار كارثي على مستقبلها ومستقبل نيلها، الذي قال فيه المؤرخ اليوناني هيرودوت (القرن الثالث قبل الميلاد): “مصر هبة النيل”. كل سياستك كأمين عام للجامعة العربية كانت مستقلة تماماً عن سياسة مصر الخارجية عكس ما كان يفعل أسلافك المصريون من أمناء الجامعة العربية فمن أين اتهامك بأنك جزء من نظام مبارك وسياسته؟ حقاً إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، صدق الله العظيم. عزيزي عمرو اطمئن، فصوتي وصوت عقلاء الجالية المصرية وصوت مصر العاقلة كلها سيكون بإذن الله لك وستكون أول رئيس لجمهورية مصر الثانية. تحيا مصر دولة واحدة ومتحدة، بمسلميها وبأقباطها وبشيعتها وببهائييها وبمتأسلميها وبعلمانييها، ومتواصلة على مر الدهور.