حذر المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، أول أمس الإثنين بواشنطن، من أن الجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء أصبحت مناصرة لدعاة الانفصال، كما يدل على ذلك الانخراط الفعلي لما لا يقل عن 100 عضو بالبوليساريو بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا (ميجاو). وأكد التامك، في لقاء نظمته مجموعة التفكير الأمريكية «دو واشنطن إنستيتيوت فور نير إيست بوليسي» حول موضوع «مقاربة المغرب في مجال مكافحة التطرف العنيف» أن "هذا التحالف أصبح مقلقا أكثر من أي وقت مضى، حيث أن شبكات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا أصبحت أكثر انتشارا، إذ تتلاقى مع جماعة «بوكو حرام» بنيجيريا، التي أقدمت على اختطاف أزيد من 200 فتاة، وكذا جماعة الشباب بالصومال التي تبنت الهجوم الذي استهدف مركزا تجاريا بنيروبي". ودعا المسؤول المغربي إلى مبادرة دولية أكثر نجاعة في مجال مكافحة الإرهاب، تحرص على ألا تستفيد مختلف الفروع المحلية لتنظيم القاعدة من الاضطرابات التي تولدت عن "الربيع العربي" للتغلغل في بلدان المنطقة، مؤكدا على أهمية الانخراط بشكل ثابت في تعزيز الديمقراطية والحداثة. وتأتي تصريحات المسؤول المغربي لتؤكد ما سبق وفضحته وسائل إعلام ومراكز تفكير أمريكية من تواطؤ قائم بين الجماعات الإرهابية التي تنشط بشمال إفريقيا والساحل مع أعضاء البوليساريو، ففي شهر يناير الماضي حذرت الواشنطن بوست من مخاطر هاذ التواطؤ بعدما لاحظت كاتبة المقال ، جينفير روبان،، أن "القاعدة تنتشر كالنار في الهشيم بشمال إفريقيا"، مبرزة أن تنامي قوة هذا التنظيم الإرهابي تعززت عبر تصاعد الهجمات العنيفة بالمنطقة خلال سنة 2013. وبعد أن أشارت إلى خلاصات التقرير الأخير للمركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية، (بوتوماك إنستيتيوت فور بوليسي ستاديز)، لاحظت «واشنطن بوست» أن مرتكبي هذه الهجمات تحركهم دوافع إيديولوجية مختلفة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق إلى جانب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعناصر من «بوكو حرام»، وأنصار الدين، والحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا، والشباب، إضافة إلى مقاتلين التحقوا بمخيمات تندوف، التي تسيطر عليها البوليساريو. وفي نفس السياق أبرزت صحيفة «دو هيل» الأمريكية، التي يصدرها الكونغرس الأمريكي، الروابط المتنامية بين البوليساريو والجماعات الإسلامية والمتطرفة التي تنشط بالمنطقة، خاصة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وسجلت الصحيفة، انخراط انفصاليي البوليساريو في الهجمات التي قام بها المقاتلون الإسلاميون شمال مالي، وفي النزاع المسلح بليبيا قبل وخلال تدخل حلف شمال الأطلسي. وذكرت «دو هيل» بتصريحات وزير الشؤون الخارجية المالي، تيمام كوليبالي، في فبراير الماضي التي أكد فيها وجود العديد من الشباب الصحراويين من مخيمات تندوف من بين العناصر الإرهابية الموجودة شمال مالي، والذين يتراوح عددهم ما بين 5500 و7000 عنصر، مضيفة أن البوليساريو زودت القوات الموالية للقذافي بالأسلحة والمقاتلين قبل وخلال تدخل قوات حلف الأطلسي بليبيا. ولاحظ صاحب المقال، جوزيف غريبوسكي، رئيس مجلس إدارة المعهد الأمريكي للسياسات العمومية «إنستيتيوت أون روليجين أند بابليك بوليسي»، تنامي التطرف والمشاعر المعادية للغرب بالمنطقة من قبل الجماعات المتطرفة المرتبطة بالبوليساريو، مؤكدا أن هذه الحركة تبنت على مر التاريخ خطابات وتكتيكات عنيفة لتحقيق أهدافها.