رغم تقدمه ب 10 رتب مقارنة بالسنة الماضية، لم يستطع المغرب أن يخرج من خانة بلد «غير حر» في مجال الصحافة،حيث واصل تواجده بالرتب الأخيرة في التصنيف السنوي الذي تصدره منظمة «فريدوم هاوس»، ففي تقريرها الخاص بحرية الصحافة الصادر أول أمس الخميس، اكتفى المغرب بالرتبة 147 من أصل 197 دولة. وإذا كان المغرب قد بذل مجهودات من أجل النهوض بحرية الصحافة، حسب التقرير، إلا أن ذلك يبقى غير كاف، فقد أشار التقرير إلى وجود عدد من القيود، والتي لخص بعضها في «صعوبة الحصول على المعلومة واستمرار القيود الحكومية على وسائل الاعلام، إضافة إلى تزايد الاعتداءات على العاملين بالمجال الصحافي». المغرب الذي حل في الرتبة 157 السنة الماضية، حسب تصنيف المنظمة نفسها، صنفته القائمة الجديدة لسنة 2014 على أنه بلد «غير حر» في مجال الصحافة بمعدل 66 نقطة، في حين وضع تصنيف فريدوم هاوس الجزائر في الرتبة 127 بمعدل 59 نقطة، ولذلك استطاعت الجارة الشرقية أن تخرج من خانة «بلد غير حر» وتلج صفوف البلدان التي تنعم بحرية جزئية. واستند تقرير منظمة فريدوم هاوس في تصنيف البلدان «غير الحرة» صحافيا على عدد من المعايير والتي أوجزها في «القيود الحكومية على وسائل الإعلام والتضييق على عمل المراسلين والتشديد على منافذ مصادر الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي والأنترنت، إضافة إلى الاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون»، وبناءا على هذه المؤشرات جاءت كل من السويد و النرويج و هولندا، في الرتبة الأولى على مستوى حرية الصحافة في العالم، في حين احتلت الولاياتالمتحدةالأمريكية الرتبة ال 30 وجاءت فرنسافي الرتبة 33. أما أسوأ الدول التي تعرف تراجعا كبيرا على مستوى حرية الصحافة لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال العقد الماضي، فتبقى أوزبكستان وتركمنستان اللتان حلتا في المرتبة ما قبل الأخيرة، حسب تقرير المنظمة، لتأتي بعدهما كوريا الشمالية في المرتبة الأخيرة، وبذلك اعتبرها التقرير بلدا «تنعدم فيه حرية الصحافة بشكل سيء» وإذا كانت الدول التي تنعم بحرية الصحافة، حسب تقرير منظمة فريدوم هاوس، قد اقتصرت على دول أروبا الغربية باستثناء ايطاليا،التي جاءت في خانة الدول الحرة جزئيا، إضافة إلىامريكا الشمالية واليابان وأستراليا، فإنه على مستوى الشرق الأوسط وآسيا، جاءت مصر في الرتبة ال155 كبلد تنعدم فيه حرية الصحافة، في حين حققت روسيا رتبة جد متأخرة بعدما وضعها التصنيف في الرتبة 176، أما الحرب الدائرة في سوريا فقد جعلت «بلاد الشام»تتراجع إلى الرتبة 189، بينما توقفت المملكة العربية السعودية عند الرتبة 181. وخلصت فريدوم هاوس في تقريرها إلى أن 2 في المائة فقط من ساكنة منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، من ينعمون بأجواء تساعد على حرية وسائل الإعلام، في وقت تعيش فيه 84 في المائة من الساكنة في بلدان غير حرة من ناحية الصحافة، مشددة على أن بعض الدول في هذه المنطقة، استطاعت تحقيق تقدم ملحوظ وانتقلت إلى "حرة جزئيا"، كما هو الحال مع الجزائر. وإذا كان تأخرالإصلاحات المتعلقة بإخراج مدونة الصحافة وقانون الحصول على المعلومة، من بين الأسباب التي جلعت المغرب مايزال يراوح مكانه في تصنيفات فريدوم هاوس على مستوى حرية الصحافة، في أفق الالتحاق بصفوف البلدان الحرة، فإن المنظمة نفسها، وضعت المغرب في تقرير خاص بحرية الأنترنت لسنة 2013، في الرتبة الثانية عربيا، كبلد ينعم بحرية جزئية للانترنت، حيث حقق الرتبة 28 دوليا من أصل ستين دولة