أصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أمس الجمعة تقريرها السنوي حول حرية الصحافة بالمغرب وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف ثالث ماي من كل سنة. واستعرض التقرير أوضاع الصحافة بالمغرب سواء على المستوى التشريعي أو على مستوى الإكراهات التي يواجهها الصحافيون أثناء ممارسة مهامهم أو من خلال الأوضاع المهنية في مختلف المؤسسات الإعلامية بالمغرب سواء العمومية منها أو الخاصة. وانتقد يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية في ندوة صحافية بالمناسبة الحصيلة على مستوى العمل التشريعي لتحصين حرية الصحافة، حيث اعتبر أن هذه الحصيلة سلبية، مشيرا في هذا السياق إلى أنه لم يصدر لحد الآن قانون الصحافة والنشر أو النظام الأساسي للصحافي المهني أو قانون الوصول للمعلومة. وشدد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية في معرض تناوله للقوانين ذات الصلة بالصحافة والتي يتم الحديث عنها حاليا على أن المدخل الأساسي لأي إصلاح في هذا الصدد هو ضمان استقلالية القضاء حتى «لا يتم إفراغ» أي قانون مرتقب من مضمونه. وفي هذا الصدد، اعتبر مجاهد أن مؤسسات الإعلام العمومي «لم تعرف جديدا منذ التسعينيات» من القرن الماضي وقال إنه «لا يوجد حتى الآن توجه لإصلاح حقيقي». وخلص مجاهد إلى أن التوصيات التي تمخض عنها الحوار المجتمعي حول الإعلام والمجتمع وخصوصا ما تم التوصل إليه في اللجنة العلمية «لم يجد طريقه إلى التنفيذ بعد » وبالموازاة وضعت «منظمة «فريدوم هاوس» غير الحكومية الخميس المغرب في الرتبة 147 من أصل 197 دولة، وذلك في القائمة التي أعلنت عنها، والخاصة بحرية الصحافة خلال سنة 2014 ، رغم تقدمه بضع رتب عن قائمة السنة الماضية للمنظمة ذاتها، عندما حلّ في الرتبة 157. ففي هذه القائمة الجديدة، صنّفت «فريدوم هاوس» المغرب على أنه بلد «غير حر» في مجال الصحافة بمعدل من النقاط لم يتجاوز 66 نقطة، في وقت صنفت فيه الجزائر في الرتبة 125، كبلد ينعم بحرية جزئية في المجال ذاته، بينما تربّعت السويد، النرويج، هولندا، في الرتبة الأولى، واحتلت الولاياتالمتحدةالأمريكية الرتبة الثلاثين، ونالت فرنسا الرتبة 33. وافادت منظمة «فريدوم هاوس» غير الحكومية الخميس ان حرية الصحافة في العالم تراجعت الى ادنى مستوياتها منذ عقد اثر القمع في مصر وتركيا واوكرانيا والجهود الامريكية لوقف نشر مسائل تتعلق بالامن القومي. واظهر تقرير نشرته هذه المنظمة التي تجري تحقيقات سنوية منذ العام 1980 في هذا المجال، ان 14 بالمئة من السكان في العالم فقط يصلون الى صحافة «حرة»، اي شخص واحد من اصل سبعة. ولفت التقرير الى ان 44 بالمائة من سكان العالم يعيشون في مناطق لا تتمتع فيها الصحافة «بالحرية» و42 بالمائة في مناطق تعاني فيها وسائل الاعلام «حرية مجتزأة». وقالت كارين كارليكار مديرة مشروع اعداد التقرير ان «التوجه العام يعتبر سلبيا بالتاكيد». واضافت ان حرية الصحافة تتعرض لهجمات في عدة مناطق في العالم. واوضحت خلال مؤتمر صحافي «نرى تركيزا فعليا على مهاجمة من يريد ايصال الخبر، واستهدافا متعمدا لصحافيين اجانب» في عدة دول.