شب حريق يوم السبت الأخير بمجموعة من أشجار النخيل المتناثرة بمكان مهجور وسط الجديدة، واستنفر هذا الحريق مختلف السلطات المحلية بالمدينة لاسيما في أعقاب انتقال شرارات من اللهب إلى أشجار حديقة إقامة عامل الإقليم والثانوية التأهيلية ابن خلدون القريبتان من مكان الحادث، فضلا عن مرأب للسيارات والدراجات النارية. واستوجب إخماد هذا الحريق الذي تجهل أسبابه، الاستنجاد بشاحنة لإخماد الحرائق تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط في أعقاب «فشل» عناصر الوقاية المدينةبالجديدة في التغلب على ألسنة اللهب جراء ضعف التجهيزات وآليات العمل، حيث بدت خراطيم الشاحنة التي تم الاعتماد عليها في إخماد هذا الحريق متآكلة وتعاني من ثقوب عديدة ساهمت فقط في تسرب المياه بشكل عشوائي، ولعل ذلك ما يعكسه تدخل بعض المواطنين الذين ركبوا المغامرة واعتمدوا على أدوات ذاتية بسيطة للمساهمة في التغلب على النيران. ويطرح هذا الحادث مرة أخرى عديد علامات استفهام حول الإجراءات الأمنية والاحترازية التي تتخذها السلطات المعنية بخصوص البنايات المهجورة والدور الخربة التي تتحول أمام أعين المسؤولين إلى ملاذ آمن للعديد من المشردين والمنحرفين بالمدينة، الذين يتعاطون للتخدير بمواد قابلة للاشتعال ككحول الحريق ومادة «الدوليو» و لصاق العجلات... إذ سبق لإحدى الفيلات المهجورة بشارع ابن تومرت أن كانت مسرحا لمصرع متشردة معروفة بالإدمان على استهلاك كحول الحريق بعدما تم العثور على جثتها متفحمة عن آخرها. كما أن هذه الفضاءات تستغل من طرف منحرفي المدينة كأوكار لقضاء الليل والتستر خلف جدرانها المتصدعة لارتكاب شتى أصناف الجرائم، إذ غالبا ما يشرعون في قطع الطريق واعتراض سبيل المارة الذين تضطرهم الحاجة إلى المرور عبر الشوارع والأزقة التي تتناثر عبرها، كشارع أحمد شوقي حيث تنتصب بقايا مرأب كبير كان يستغل خلال السنوات الماضية كمستودع لتوزيع المشروبات الغازية.