لم يكن يتوقع أربعة أصدقاء قرروا بشكل جماعي نهاية الأسبوع المنصرم التوجه إلى جانب شاطئ بحر سلا، من أجل الترويح عن النفس وقضاء نهاية أسبوع متميزة، تنسيهم هم الدنيا ولو لفترة قصيرة، أنهم سيفارقون بعضهم من غير رجعة، ويغادرون الحياة بشكل نهائي إلى دار البقاء، بعد أن قرروا سويا التوجه مساء السبت المنصرم إلى أحد الأسواق التجارية بالرباط من أجل التبضع وجلب قنينات النبيذ، استعدادا لإحياء أمسية "مضيراش" بالهواء الطلق بالقرب من أمواج البحر العاتية، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، بعد أن تحولت الأمسية إلى فاجعة مريبة. تحولت الجلسة الخمرية لأربعة أصدقاء، من بينهم مهاجر مغربي بالديار الإيطالية، كانوا يقارعون الخمرة على متن سيارة رباعية الدفع، التي كانت مركونة بالقرب من حافة البحر على جانب الطريق الساحلية لحي سعيد حجي بمدينة سلا، إلى فاجعة مروعة نهاية الأسبوع المنقضي، بعد أن هوت بهم الناقلة إلى أسفل حافة البحر الصخرية، أسفرت عن مصرع شخص على التو بعين المكان، فيما نقل ثلاثة أشخاص آخرين من قبل عناصر الوقاية المدنية لسلا، الذين هرعوا إلى عين المكان بعد أن تم إخطارهم بالفاجعة. عناصر الوقاية المدنية، وجدوا صعوبة بالغة، بحسب مصدر وثيق الاطلاع، من أجل تخطي وعورة الصخور والنزول إلى حافة البحر، التي شكلت عائقا كبيرا أمامهم بغرض إنقاذ المصابين الثلاثة، الذين كانوا عالقين بمكان الحادث وهم في وضعية حرجة، قبل أن يتمكن المسعفون من عناصر الوقاية المدنية من نقلهم إلى مستشفى مولاي عبد الله بسلا، ومن ثم إلى المستشفى الجامعي ابن سناء بالرباط، بالنظر للإصابات البليغة التي تعرضوا لها، حيث لفظ شخصان آخران أنفاسهما متأثرين بجروح غائرة على مستوى الرأس، فيما نجا شخص رابع من موت محقق رغم إصابته بجروح بليغة. تعددت الروايات في الوهلة الأولى بين قائل إن الحادث عملية انتحار جماعي، وبين مردد أنها عملية إجرام مدبرة، لكن لا هذا و لا ذاك، بعد الاستماع إلى الشخص الوحيد الذي كان نجا من الحادث الطريف بجانب شاطئ سلا، من طرف عناصر الأمن بعد أن تماثل نسبيا للشفاء، أفاد أنه كان بمعية رفاقه الثلاثة على متن سيارة رباعية الدفع، يحتسون الخمر بالمكان سالف الذكر، بعد أن فضلوا قضاء الأمسية في مكان خال، وبعيد عن صخب المدينة وأنظار الناس، على إيقاع نغمات موسيقية في جو هادئ ورومانسي، حتى وقت متأخر، ولما قرروا مغادرة المكان والعودة إلى بيوتهم، لم يقو صديقهم، الذي كان في حالة سكر متقدم، وهو يقود السيارة على مقاومة التيار الجارف الذي كان يجر الناقلة في اتجاه أسفل صخور البحر، قبل أن يفقد السيطرة كليا على المقود، وتنزلق السيارة كليا إلى حافة البحر، وبالتالي تكون نهاية مأساوية عوض قضاء أمسية جماعية، كان الغرض منها تغير الأجواء والتخلص من رتابة وضغط أعباء الأسبوع، ومنذ ذلك الحين لم يعد صديقهم الذي نجا بأعجوبة يتذكر أي شيء عن باقي فصول الواقعة المشؤومة، إلى أن استفاق من غيبوبته ووجد نفسه يرقد بالمستشفى الجامعي ابن سيناء بالرباط، وهو يئن من هول الصدمة، بعد أن علم بخبر وفاة أصدقائه الثلاثة. ادريس بنمسعود