«لا يمكننا النهوض بأحوال المرأة داخل المناطق القروية الأكثر تهميشا، إلا من خلال الدفع بها نحو معرفة كل حقوقها، لتتحول إلى نواة صالحة من شأنها المساهمة في تجاوز العديد من الأوضاع المزرية، التي تعرفها مختلف مناطق الإقليم»، تقول إيمان العوينا رئيسة جمعية المستقبل للأسرة والشباب بإقليم النواصر خلال افتتاحها للحملة التحسيسية حول مشروع التمكين الاقتصادي والاجتماعي والحقوقي لنساء إقليم النواصر، والتي هدفت أولى خطواتها إلى تكوين مجموعة من المؤطرات المساعدات عبر ورشات بفضاء نادي المحامين ببوسكورة يوم السبت 25 يناير الجاري. الحملة التحسيسية التي كانت تحت شعار «معرفة حقوقك الاقتصادية والاجتماعية والقانونية عنوان كرامتك»، والتي تهدف إلى تأطير أزيد من 1000 فتاة وامرأة داخل المناطق الأكثر تهميشا، حيث عملت على وضع أهم أدوات التوعية بين يدي مجموعة من المؤطرات المساعدات الأكثر احتكاكا ومعرفة بواقع نساء المنطقة، اللواتي يعانين الجهل والتهميش، واللواتي يعملن بدورهن على المساهمة في إنتاج ظواهر تزيد من تعقيد المعطيات الاجتماعية داخل إقليم النواصر، حيث أشارت مجموعة من الجمعويات الناشطات بالمنطقة خلال تدخلاتهن إلى «أن تدني مستوى وعي الأسر عموما، والنساء خاصة يؤدي إلى انتشار زواج الفاتحة، والحمل خارج إطار الزواج، وإهمال تربية الأبناء، والفوضى في تسيير المؤسسات التعليمية، إضافة إلى العديد من المشاكل الاقتصادية التي أفرزتها حالات اجتماعية، كاضطرار بعض النساء إلى العمل في ظروف جد صعبة». تجاوز الوضع المتردي للمرأة داخل إقليم النواصر، كما باقي الأقاليم التي تعاني من التهميش والإهمال، يتطلب توفير دعامة اقتصادية تشعر النساء في وضعية صعبة ببعض الأمان النسبي، «لذلك كان لابد من تفعيل مشاركة المرأة، وتنمية خبراتها المهنية»، يقول عبد العالي البحسني، ممثل وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، الذي أشار إلى خطة الوزارة الوصية التي أولت اهتماما للعمل المقاولاتي النسائي بالمغرب، وذلك على مستوى الايواء، التأطير، تسهيل ولوج السوق، ودعم ومواكبة النساء. وحتى تتمكن المستفيدات من الحصول على دعم ينبني على معرفتهن بحقوقهن القانونية والاقتصادية، عرفت الحملة التحسيسية الافتتاحية ورشتين أساسيتين لتكوين المؤطرات المساعدات، اللواتي سيكن في اتصال مباشر مع المستفيدات في كل من بوسكورة، دار بوعزة، أولاد عزوز، أولاد صالح، النواصر، وذلك من خلال تعريفهن على أهم قواعد مدونة الشغل، لكون المنطقة تعرف وجود العديد من النساء الأجيرات. وتمحورت الورشة الثانية حول التعريف بمدونة الأسرة، والتي أعربت فيها العديد من المؤطرات المساعدات على حاجة نساء المنطقة إلى تمديد الحملات الخاصة بثبوت الزوجية، التي شارفت على الانتهاء، وذلك بسبب استفحال ظاهرة زواج الفاتحة، والحمل خارج إطار الزواج. وتستمر الحملة التي انطلقت بالمنطقة يوم 25 يناير الجاري إلى غاية 28 يونيو المقبل، وذلك بقصد الوصول إلى أكبر عدد من النساء الموجودات في أكثر المناطق تهميشا داخل الإقليم. ويشار إلى أن هذا المشروع يقام بشراكة مع مجموعة من الجهات، أهمها وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، والمندوبية الاقليمية للتعاون الوطني، والنيابة الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بإقليم النواصر، ومجموعة من الجمعيات المدنية المحلية التي تعنى بالشأن الأسري. سكينة بنزين