أزياء تقليدية ناعمة اخترقت فضاء عمالة إقليم النواصر احتفالا باليوم العالمي للمرأة، لم تكن العارضات سوى موظفات العمالة ممن اخترن ارتداء ثلاثة تشكيلات تقليدية من توقيع المصممة نعيمة الناصري الناشطة الجمعوية بإقليم النواصر. الحفل المنظم من طرف قسم العمل الاجتماعي بالعمالة، كان بشراكة مع جمعية “الطفولة المغرب المستقبل” الدولية، وجمعية “المستقبل للأسرة والشباب”، ظهر الجمعة 8 مارس 2013، تحت شعار ” المرأة في عمق التنمية بإقليم النواصر، والمشاركة الفعالة في بناء المجتمع المحلي”. افتتح الحفل بزيارة الكاتب العام لعمالة إقليم النواصر للرواق الذي ضم مجموعة من المنتجات اليدوية لنساء ينتمين للجمعيات النسائية النشيطة بالمنطقة، ممن يحاولن التغلب على أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية الصعبة داخل إقليم النواصر. بعد زيارة الرواق، قدم الكاتب العام كلمة عامل الإقليم الذي تعذر حضوره، كما قام بتقديم هدايا تكريما لبعض أطر العمالة، وفي مقدمتهن رئيسة القسم الاجتماعي ابتسام الرينغا، و من قسم التعمير مريم بوعزيزي اعترافا بمجهوداتهن. أعقب تكريم الموظفات فتح مائدة حوارية لمناقشة وضع المرأة من زوايا مختلفة، حيث قدمت الاخصائية الاجتماعية الباتول شخمان عن الاتحاد الوطني النسائي المغربي مقاربتها الواقعية من خلال تجربتها الطويلة داخل مراكز الاجتماع، حيث رأت أن مؤسسة الزواج تتحول إلى مؤسسة لاستعباد بعض النساء، مما يحول حياتهن إلى جحيم، كما حملت بعض النساء مسؤولية تردي أوضاععهن بسبب خنوعهن، وصبرهن غير المبرر من أجل أطفالهن، « غير أن الواقع يكشف أن النساء المعنفات اللواتي يعتقدن أنهن يصبرن من أجل أبنائهن، يتسببن في انحراف أطفالهن، لأن الطفل لا يجد بيئة مناسبة لاستقراره…» تقول شخمان التي استرسلت في سرد مجموعة من الحكايات المؤلمة للنساء المعنفات. المجلس العملي لإقليم النواصر كان ممثلا في عضوته فتيحة مدان، التي تحدث عن الفهم الخاطئ لبعض الأحكام الشرعية، مما يتحول لمدخل من مداخل الإساءة للمرأة، وفي مقدمتها التعدد التي رأت فيه مدان أنه أمر غير متأتى لأنه ربط بالعدل داخل آية قرآنية نفت إمكانية العدل بين الزوجات. المقاربة القانونية كانت حاضرة أيضا من خلال مداخلة عزيزة البقالي عن منتدى الزهراء للمرأة المغربية، والتي وسعت دائرة الحديث عن تهميش المرأة، حيث رأت أن هضم حق المرأة لا يرتبط بالعنف الممارس داخل بيت الزوجية، بل يتسع ليشمل الوضعيات الصعبة بسبب البنيات التحتية الهشة، والظروف الجغرافية الصعبة لنساء يمتن في رحلة الوضع، أو فتيات يحرمن من التعليم بسبب بعد المدارس… النقاش الجدي لم يغيب الطابع الاحتفالي للمناسبة، حيث أقيم عرض للأزياء شاركت فيه موظفات العمالة، مما أضفى جوا من الألفة والمرح على الحفل، بعيدا عن لغة الصعوبات والعقبات، ليختتم الحفل بتكريم ثان أقامته جمعيات نشيطة لأكثر نساء المنطقة تأثيرا ونشاطا، وفي مقدمتهن للمرة الثانية رئيسة قسم العمل الاجتماعي، ورئيسة جمعية “إيما” الدولية التي ساهمت في توفير المرافق الصحية للعديد من المؤسسات التعليمية داخل المناطق المهمشة بإقليم النواصر، وغيرها من أقاليم المملكة. سكينة بنزين