الدكتور محسن بنيشو اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية تتعرض بعض التلميذات لاعتداءات جسدية سواء بدافع السرقة أو الانتقام، ما ينعكس سلبا على نفسيتهن خاصة إذا تركت تلك الاعتداءات آثارها على أجسادهن. في ما يلي يتطرق الدكتور محسن بنيشو إلى المشاكل النفسية التي تواجهها التلميذات نتيجة تعرضهن لشكل من أشكال العنف والاعتداءات الجسدية. لاشك أن تعاطي المخدرات من طرف الشباب، يعتبر من الأسباب الأساسية التي تقودهم إلى ارتكاب جرائم، والاعتداء الجسدي على التلميذات بدافع السرقة إذا كان المعتدي لصا، أو بدافع الانتقام حين تكون الضحية على معرفة مسبقة بالشخص الذي قام بضربها وتعنيفها، لكن الاعتداء الجسدي في حد ذاته تكون له تأثير في غاية الخطورة على نفسية هؤلاء الفتيات. يختلف تأثير الاعتداءات الجسدية على نفسية التلميذات والفتيات بصفة عامة، باختلاف شكل الاعتداء الذي تتعرض له الفتاة، وعدد الأشخاص الذين مارسوا عليها ذلك العنف الجسدي والنفسي. برتبط الأمر أيضا بطبيعة شخصية الفتاة، فإذا كانت تتمتع بشخصية قوية، فحينها سوف تتمكن بالتأكيد من تجاوز معاناتها حتى وإن تطلب الأمر بعض الوقت، بينما إذا كانت شخصية الفتاة ضعيفة أو تعاني من نوع من التخوف الاجتماعي، أو ما يسمى بحالات الرهاب، بالإضافة إلىأعراض الاكتئاب الحاد، فإن الآثار النفسية للاعتداء ستكون مضاعفة بالنسبة إليها، خاصة إذا كانت تعيش مشاكل وظروف صعبة داخل بيت الأسرة، فبعض التلميذات يعانين من مجموعة من العقد والمشاكل النفسية، نتيجة انعدام التواصل في منازل أسرهن، بالإضافة إلى انشغال آبائهم الدائم عنهن، ورفضهم الخروج معهن. إذا كان لهذا الاعتداء مساحة كبيرة على جسد الضحية فإن ذلك سينعكس بالتأكيد سلبا على نفسيتها وعلاقتها ليس فقط بالمحيطين بها من أفراد عائلتها بل بالناس عموما، خاصة إذا ترك ذلك الاعتداء بعض الآثار والندوب أو نتج عنه مجموعة من التشوهات. التعرض للاعتداء والعنف الجسدي في الشارع يخلقان مجموعة من الأعراض النفسية ليس فقط لدى الفتاة التي مورس عليها ذلك العنف بل لدى والديها، اللذين سيسيطر عليهما الرعب والخوف من أن تتعرض ابنتهما للأذى أو الضرب والسرقة تحت التهديد، أما بالنسبة للفتاة فسيؤدى ذلك إلى تأزم نفسيتها، وإصابتها بحالات من الخوف والرهاب، ومجموعة من العقد النفسية التي ستجعلها غير قادرة على الخروج أو حتى الذهاب إلى المدرسة، وتعيش حالة من العزلة نتيجة شعورها بانعدام الأمن، ما يتطلب بالتالي خضوعها لجلسات العلاج النفسي حتى تتمكن من استعادة ثقتها بنفسها، وانذماجها من جديد داخل المجتمع الذي تعيش فيه.