أسفرت عن حجز 4000 قطعة خشبية مهربة و115 سيارة بلوحات مزورة مكناس: عبد المجيد بوشنفى يجمع جميع المهتمين بالمجال الغابوي على شساعة المساحة بجهة مكناس تافلالت، التي تبلغ 79.210 كلم، حيث تحتل فيها مساحة الملك الغابوي 824.000 هكتار، وتبلغ بها نسبة التشجير 11 في المائة. كما تتنوع بها التشكيلة الغابوية، المتمثلة في البلوط الأخضر 334.300 هكتار، الأرز 114.540 هكتار، البلوط الفليني والعرعار 22.620 هكتار، الحلفاء 54.200 هكتار، ونباتات أخرى تغطي 94.740 هكتار. وأكد باحثون للجريدة أنه رغم الدور الذي تلعبه الثروة الغابوية في المجال الإيكولوجي كالحد من التصحر وانجراف التربة وخطورة التلوث والمحافظة على موارد المياه والتنوع البيولوجي، وكذا المجالات الاجتماعية كالتشغيل بإحداث 6.5 مليون يوم عمل في السنة، أي ما يعادل 32 مليار سنتيم. كما أن الغابة تعد فضاء للترفيه والتربية على البيئة، وموردا لعيش السكان، خاصة المجاورين لها، والمساهمة في توفير الوحدات العلفية وتنشيط الحرف. وهناك وظائف اقتصادية للغابة تتجلى في إنتاج الخشب وما يدره من مداخيل لفائدة الجماعات القروية، بالإضافة للصناعات المرتبطة بهذا المجال، إلا أنه، وحسب ذات المصدر، تتعرض الغابة إلى كل أنواع التخريب كالرعي الجائر، والحرائق وتهريب الخشب. وقد تبين أن هناك عصابات منظمة تنشط في مجال تهريب شجرة الأرز، والتي استطاعت، حسب مصادر مطلعة، تنظيم ذاتها بشكل متطور عبر استخدام تقنيات عالية، وهيكلة ذاتها في أربعة فرق، واحدة مختصة في القطع والنشر، تتكون من 8 إلى 15 فردا من الساكنة المحلية، تستعمل آلات ميكانيكية تسهل عملها. فرقة الإنذار والترصد، تتكلف بمراقبة جميع تحركات رجال المياه والغابات، وتعتمد على شبكة معززة بوسائل الاتصال. فرقة مختصة في النقل والتخزين على مستوى الدواوير والمساكن المجاورة، وتتكون من 12 فردا أو أكثر، حيث تستعمل دواب مروضة وتقوم بعملياتها ليلا، حيث يتم التخزين عادة على مستوى الدواوير والمساكن المجاورة والخنادق. فرق مكلفة بالنقل وتزويد مراكز التسويق، تعتمد وسائل نقل عصرية وتلجأ إلى طرق ذكية لإخفاء الأخشاب المهربة. وتختص هذه الفرق بعملية تزويد المراكز التي توجد بها شبكة مكونة من أصحاب ورشات نشر الألواح الخشبية المهربة وإعادة تسويقها. هذه الفرق غالبا ما تكون، حسب ذات المصدر، معززة بكل أنواع الأسلحة من نارية وأسلحة أخرى. وتتوفر هذه الشبكات المنظمة على صندوق أسود يمول من طرف جميع الأفراد، يستعمل أساسا لمد يد المساعدة لمن يتم ضبطهم. وهدا ما يجعل، حسب مصادر عليمة، مهمة رجال المياه والغابات مهمة صعبة للغاية، بل تعرضهم لأخطار وتهديدات متتالية. ولمواجهة هذه الشبكات، بلورت المندوبية السامية إستراتجية، وضعت من أولوياتها مكافحة التهريب وظاهرة الاعتداء على الثروات الغابوية، والتصدي للاعتداءات على حراسها، وللجنح الغابوية. ولأجل ذلك تم إعداد دورية مشتركة بين المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ووزارة العدل ووزارة الداخلية بتاريخ 20/01/2011. ولتفعيل هذه الدورية تم عقد عدة اجتماعات، ترأسها المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، واجتماعات جهوية ترأسها والي جهة مكناس تافيلالت، وكذا اجتماعات إقليمية بكل من خنيفرة، إفران، ميدلت برئاسة عمال الأقاليم. وقد تم وضع برنامج تعبئة شامل، جمع بين كل الشركاء للتصدي للعصابات المنظمة بجهة الأطلس المتوسط من خلال تكثيف الخرجات الميدانية والجولات التمشيطية، التي وصل عددها، حسب مصادر مطلعة، إلى حدود سنة 2013 إلى 6739 عملية ، أسفرت عن حجز 4000 قطعة خشبية مهربة وحجز 115 سيارة أغلبها تحمل لوحات مزورة. كما تم تفكيك عدة عصابات منظمة، توبع أعضاؤها من طرف النيابة العامة. وقد بلغت حالات الاعتقال أكثر من 81 حالة. ونتيجة لهذه المجهودات المبذولة من طرف الجميع، أكدت ذات المصادر، أنه لوحظ انخفاض تدريجي في حجم خشب الأرز المقطوع بصفة غير قانونية بنسبة 11%سنة 2011، وذلك منذ بداية العمل بالدورية المشتركة مقارنة مع سنة 2010 و %64 سنة 2013 بما حجمه 3463 مقارنة مع سنة 2012. ورغم هذه المجهودات، مازالت أصوات الفعاليات المدنية البيئية بكل من ميدلت وخنيفرةوإفران تندد وتستنكر النزيف الذي يلحق بالثروة الغابوية، خاصة شجرة الأرز، مما أدى إلى عقد اجتماع بمقر الولاية، ترأسه المندوب السامي للمياه والغابات، والي الجهة، عمال أقاليم الجهة، الدرك الملكي والأمن، بسطت فيه، حسب بيان حصلت عليه الجريدة، المجهودات والمشاكل والعراقيل، التي تقف كعائق لحماية الثروة الغابوية. وقد تم فيه المطالبة بتسريع وتيرة تنفيذ الأحكام، خاصة المخالفين المشهورين، وإغلاق محلات النجارة التي تبث تورطها في أعمال نهب وتهريب خشب الأرز، مع ضبط كيفية تسليم الرخص وكذا آليات المراقبة. وفي هذا الإطار أكد المندوب السامي، أنه خلال العشرية الأخيرة عرف الغطاء الغابوي تغيرا مهما في المساحة، من منحى متقلص إلى منحى متزايد بمساحة تقدر ب 116000 هكتار.