مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للبوليساريو في حالة استنفار وهلع بعد فرار العشرات من السجناء، حيث تم تطويق المخيمات وتكثيف الدوريات، وتحركت أجهزة المخابرات الجزائرية في حالة استنفار لتطويق الوضع الملتهب الذي خلفته عملية الفرار. العملية التي ضرب عليها حصار إعلامي تمت الإثنين الماضي، بعد تمكن العشرات من السجناء بسجن تسميه البوليساريو سجن «"الشهيد عبد الرحمن» ، ويسميه المحتجزون الصحراويون في مخيمات تندوف بسجن "الذهيبية" من الفرار، وهو سجن معروف بتحصيناته القوية ، بسبب وجود موقوفين تتوجس البوليساريو من خطورتهم عليها. فرارالسجناء ،حسب مصادر من عين المكان، جاء بعد إحداث ثقب في جدار السجن من طرف الفارين، بعيدا عن أعين الحراسة المشددة التي يشرف عليها وزير الدفاع في الجمهورية المزعومة، ولد البوهالي، الذي زج بالعديد من المحتجزين فيه خلال الأحداث المتوالية. السجناء الفارون سبقوا وأن قاموا باحتجاجات طيلة الأسبوع الماضي، ضد ما أسموه بالانتقائية التي تمارسها البوليساريو، لكن الحدث الذي فجر هذه الاحتجاجات وبالتالي تنفيذ عملية الفرار، هو الإفراج عن تاجر كبير للمخدرات لم يتمم عقوبته الحبسية، في صفقة غامضة أججت غضب مجموعة من السجناء الذين قضوا عقوبتهم الحبسية التي فرضتها أجهزة البوليساريو عليهم. العديد من السجناء الذين فروا من السجن، كانوا قد قضوا مدة العقوبة، وبالرغم من ذلك تصر أجهزة البوليساريو علىالاحتفاظ بهم في السجن، خوفا من تنامي الاحتجاجات في المدة الأخيرة، ودرءا لمساهمة المفرج عنهم في الرفع من حدتها. الحجة التي يقدمها الفارون للفعل الذي أقدموا عليه، هو احتجاز أحد السجناء النشيطين في الاحتجاجات ضد أجهزة البوليساريو بالرغم من إتمامه لعقوبته، وحسب مصادر الجريدة فإن الوكيل العسكري بأمر من وزير الدفاع هو الذي قرر الإبقاء على السجين المعني في السجن إلى غاية صدور أمر مخالف في قضيته. معاملة أجهزة البوليساريو ضد مخالفيها اتسمت في الفترة الأخيرة بالعنف واستعمال الذخيرة الحية، كما حدث في مواجهة المحتجزين على الحدود الموريتنانية، حيث تعمدت أجهزة الدرك وبإشراف مباشر من وزير الدفاع في الجمهورية الوهمية، استعمال الرصاص الحي لمطاردة السيارات المتجهة نحو موريتانيا على مستوي منطقة الرابوني . وفي محاولة للسيطرة على الموقف، حاول عبد العزيز المراكشي تنظيم خرجات انتقائية لمناطق المحتجزين، في حين كانت خيام المجموعات الرافضة للقبضة الأمنية التي تسلطها أجهزة البوليساريو، محاطة بسياج من الأتربة على شكل خنادق لتقنين الدخول والخروج عبر بوابة تتم مراقبتها بصرامة، وهو ما اعتبرته مصادر من المخيمات انعكاسا لحجم الهلع الذي خلفته الأحداث الأخيرة، التي انتهت بإطلاق الرصاص والاعتقالات، ووجود عدد من المصابين في حالة حرجة نتيجة تأخر كبير في إسعافهم بعد نقلهم إلى مراكز الاعتقال بعد اندلاع المطاردات. عبد الكبير اخشيشن/سالم شافع