كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا من أمس السبت الأخير، حيث خرج المسمى ولد "الفيسية" في حالة هستيرية بدوار صحراوة بمدينة تمارة، وبيده سيفين من الحجم الكبير، وانطلق في السطو على أغراض المارة تحت التهديد والوعيد، بسبب تعاطيه المفرط للأقراص المهلوسة، بحسب مصدر وثيق الاطلاع. لم يقو أحد على ردعه، بل اكتفى بعض السكان بطلب الإغاثة والنجدة، لكن لا أحد من المواطنين استطاع التدخل خشية من أن يصاب أحدهم بمكروه، خصوصا أن ولد "الفيسية" كان يحاول الاعتداء بالضرب على كل من حاول الاقتراب منه، لحظتها حضرت فرقة من أمن تمارة على رأسها ضابط شرطة من أجل السيطرة على الوضع، لكن الأمر سيزداد ضراوة وستتحول فصول هذه القضية إلى مأساة حقيقية. حاول ضابط شرطة في الوهلة الأولى السيطرة على الوضع، لكن الأمر استعصى عليه أمام تجبر وطغيان ولد "الفيسية" الذي كان في حالة هيجان بسبب الإدمان المفرط على الأقراص المهلوسة، وهو يحمل سيفين من الحجم الكبير، يقول شاهد عيان، كأنه يتأهب إلى خوض نزال في المسايفة. وبمجرد أن اقترب منه ضابط شرطة بغرض اعتقاله، هوى عليه بسيفه. ضربة كانت كافية بأن تبتر يده اليمنى من المرفق، ثم سقط أرضا مغمى عليه. أمام هذا المشهد المؤلم حاول زميله الشرطي الذي كان يرافقه التدخل، لأنه كان يحاول أن يخلص على الضابط الممدود على الأرض، لكنه تلقى ضربة قوية على مستوى رأسه، بواسطة سيف "المقرقب" جعلته يفقد توازنه، ويستلقي أرضا في حالة غيبوبة من شدة الضربة القوية. أمام التطورات المتلاحقة لهذه المجزرة المأساوية، تدخلت فرقة الدعم من شرطة تمارة، على خلفية وضع حد لفصول هذه القضية التي تطورت بشكل متسارع، آخذة منحى تصاعديا، بحيث سيزداد الأمر سوءا بعدما حاولت فرقة الدعم السيطرة على ولد "الفيسية" واعتقاله، لكنه أبدى مقاومة شرسة لها، وهاجمها بواسطة سيفين، وأما المجزرة التي عاش على إيقاعها سكان الحي، بدوار صحراوة بتمارة، الذي كان مسرحا للجريمة البشعة ليلة السبت، وكذا الوضع الخطير الذي بات يتهدد فرقة الأمن، كان أحد الشرطين مضطرا إلى استعمال سلاحه الناري، من أجل الدود عن حياته وحياة باقي مرافقيه، بحيث وجه له طلقتين من مسدسه على مستوى البطن كانتا كافيتين لشل حركاته، قبل أن تتدخل مصالح الوقاية المدنية لنقل ولد "الفيسية" إلى مستشفى ابن سيناءبالرباط لتلقي العلاجات الضرورية. المتهم، الذي تحول إلى ضحية لم يكتب له أن يصل إلى المستشفى المعني لتلقي العلاجات الضرورية، ليلفظ أنفاسه في الطريق متأثرا بجراحه، وكذا الدماء التي نزفت منه بشكل كبير، في حين نقل الضابط والشرطي إلى المستشفى العسكري بالرباط، يضيف ذات المصدر، حيث أجريت لهما عمليتان جراحيتان(على مستوى اليد والرأس) . ومازال الضحيتان يرقدان بالمستشفى، لأن حالتهما الصحية لم تستقر بعد. الجهات المعنية، و فور علمها بالخبر، فتحت تحقيقا في الموضوع، بحسب ذات المصدر، ومن المرتقب أن تشهد المنطقة الإقليمية لأمن تمارة تغيرات كبيرة، خصوصا أمام التقاعس الكبير الذي تعرفه مصلحة الشرطة القضائية بمنطقة أمن تمارة.