40 بالمائة من الوفيات في المغرب هي ناجمة عن أمراض القلب والشرايين، مقابل 30 بالمائة على الصعيد العالمي، لهذا قامت وزارة الصحة برفع الميزانية المخصصة لهاته الأمراض (الأزمة القلبية والجلطة القلبية والذبحة الصدرية والجلطة الدماغية ومرض الشرايين المحيطية)، المسبب الأول للوفاة في المغرب من2,74 مليون درهم سنة 2008 إلى 58 مليون درهم سنة 2013. إذن تتصدر أمراض القلب والشرايين أبرز مسببات الوفيات في المغرب، فهي تقتل أكثر من حوادث السير وأمراض السرطان سنويا، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية وكذا وزارة الصحة. ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب، حسب الدراسة الأخيرة لوزارة الصحة، ناتج عن تغير نمط الحياة الاجتماعية واليومية في المغرب والذي يعتبر العامل الأكبر في بروز أنماط غذائية وسلوكية سيئة خاصة لدى أوساط الشباب والمراهقين. هذه الأنماط الغذائية والسلوك السيئة، حسب الدكتور حسن مير، اختصاصي في أمراض القلب والشرايين، غالبا ما تمهد الطريق أمام ظهور أعراض الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري والبدانة وذلك في سن مبكرة نسبيا. وحسب نفس الدراسة فإنه في الإمكان تجنب مسببات أمراض القلب والشرايين، من خلال الكشف المبكر، عبر زيارة الطبيب بشكل منتظم، وتجنب الإفراط في تناول المواد الدسمة أو المالحة، على غرار اللحوم الحمراء والبيض والشكلاطة ومشتقات الحليب وغيرها، مقابل الإكثار من استهلاك الخضر والفواكه والسمك. وتهدد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين عددا كبيرا من المغاربة، إذ يفوق عدد المصابين بالتوتر المفرط 33 في المائة، وتزيد نسبة المصابين بداء السكري عن 3 ملايين شخص، بينما تصل نسبة المرضى بارتفاع الكوليسترول إلى 29 %، في حين، أن نسبة تفشي ارتفاع ضغط الدم هي 36.6% لدى السكان التي يتجاوز عمرهم 20 سنة. ويرتفع تفشي المرض مع التقدم في السن، إذ تتمثل نسبة 53.8% عند الأشخاص الذين يتجاوز سنهم 40 سنة، أما عند الأشخاص الذين يتجاوزون 65 سنة فهي تصل إلى 72.2%. وينتظر 20 ألف مصاب بأمراض القلب في المغرب دورهم للاستفادة من عملية جراحية على قلب مفتوح، 10 في المائة منهم يتوفرون على تغطية صحية، بينما 90 في المائة يفتقرون إلى الامكانات المالية للعلاج، لهذا فمنظمة الصحة العالمية تعمل حاليا على تطوير برنامج عملها مع وزارة الصحة، ليتم إيلاء الأولوية لهذا الأمراض القاتلة برسم سنتي 2014 / 2015 ، وذلك بالتكفل بالمصابين بهذه الأمراض.