قد يتجاوب رئيس الحكومة مع بعض مطالب صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار نظير قبوله تعويض انسحاب الاستقلاليين من الحكومة، لكنه غير مستعد للتفريط في الحد الأدنى الذي منحته صناديق الاقتراع لحزب العدالة والتنمية. هكذا ورغم مرور أربعة جولات تفاوضية بين الرجلين ، إلا أن القناعة الراسخة حتى الآن لدى قيادات حزب العدالة والتنمية تكشف أن ابن كيران لن يمضي شيكا على بياض لغريم الأمس مزوار. «صحيح أن ابن كيران رجل تواصل و توافقات ومنفتح إلى أبعد الحدود، لكن إذا ما أحس نزوعا نحو المساس بالحد الأدنى، فإنه لن يتوانى في قلب الطاولة» يقول مصدر مطلع خبر طباع ابن كيران مشيرا في اتصال مع «الأحداث المغربية» إلى أن هذا الأخير، لن يقبل بشروط مزوار إلى حد إحداث هيكلة حكومية شاملة تعيد الأمور إلى المربع الصفر، بقدر استعداده الاستجابة لبعض المطالب الطفيفة. فإذا كان ابن كيران سيقدم تنازلات من حجم إعادة البرنامج والهيكلة، فقد كان الأولى أن يفعل ذلك مع شباط، يضيف المصدر المطلع عائدا بالأذهان إلى المعركة التي دارت رحاها بين رئيس الحكومة وحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال قبل أشهر، وكيف أدار ابن كيران ظهره لمطالب هذا الأخير، مما تسبب في انسحاب وزراء حزبه من الحكومة، على الرغم أن مطالبه أقل نسبيا من مطالب مزوار الذي يريد إعادة النظر في كل شئ، ابتداء بصياغة ميثاق أغلبية جديد مرروا بإعادة النظر في البرنامج الحكومي و الأسبقيات وذلك قبل إحداث هيكلة حكومية جديدة وتوزيع جديد للحقائب الوزارية. ما المقصود ب «الحد الأدنى» الذي لن يتنازل عنه ابن كيران؟ يجيب مصدر «الأحداث المغربية» أن هذا الأخير اختارته صناديق الاقتراع لقيادة الحكومة، وسيتحمل الأمانة الملقاة على عاتقه إلى النهاية، ولن يقبل بتقليب الأمور رأسا على عقب إن على مستوى البرنامج و الأسبقيات التي تعاقدت عليها الأغلبية أوعلى مستوى الحقائب الوزارية يجزم المصدر مؤكدا أن التنازلات التي قد يقدمها رئيس الحكومة للأمين العام للتجمع لن تتجاوز في أحسن الحالات إلا قليلا موقف الحزب الذي يقول بضرورة اكتفاء التجمعيين بتعويض وزراء حزب الاستقلال المستقيلين. وفي الوقت الذي أشار إلى أن هناك شعور بشئ من الريبة اتجاه صلاح الدين مزوار داخل أوساط «البيجيدي» من ناحية وجود رغبة في انتزاع بعض الحقائب الوزارية من هذا الأخير من قبيل الاستفراد بحقيبة الاقتصاد والمالية وكذلك وزارات التجهيز والشؤون العامة، والتجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، أكد نفس المصدر أن حزبه ليس على استعداد للتفريط في حقائب وزارية من هذا العيار، حتى لو أدى ذلك على حساب الذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها. فهل سيستميت رئيس الحكومة في وجه رئيس التجمع، كما استمات من قبل في وجه شباط؟ سؤال ستجيب عنه المفاوضات القادمة بين ابن كيران وشباط.